عقدت جمعية المبرات الخيرية لقاء لفئاتها القيادية من مختلف المناطق، في مدرسة عيسى بن مريم في بلدة الخيام الجنوبية، وذلك لمناقشة وثيقة السياسات العامة للجمعية.
وتخلل اللقاء مجموعة من أوراق العمل المقدمة من مجلس المؤسسات التعليمية ومجلس المؤسسات الرعائية والإدارة العامة ومجلس العلاقات ومجلس المؤسسات الانتاجية، ومجلس المؤسسات الصحية ومجلس المؤسسات الثقافية والدينية. وقد حملت هذه الأوراق العديد من الاقتراحات والتعديلات والإضافات على الوثيقة.
فضل الله
وقال رئيس الجمعية العلامة السيد علي فضل الله في مداخلة: “يسعدني كثيرا أن نكون معا في هذا اللقاء حتى نتدارس أمرا يعتبر من أولويات عملنا، أمرا ينبغي أن نبذل جهدا كبيرا حتى نخرجه إلى الضوء بالشكل المتكامل”.
أضاف: “عندما نريد أن ننتهج السياسات لا بد من أن ننطلق من المصدر الأساسي، من الإسلام في أصالته، لأن هناك من شوه وانتقص من هذه الصورة، الإسلام النقي الذي جاء به رسول الله وأهل البيت وبينه في حاضرنا سماحة السيد فضل الله رضوان الله عليه، ولا ننتقص من آخرين لكن هناك صورة قدمها، لها خصائصها ومميزاتها، وهنا تقع مسؤوليتنا في أن نبذل جهدا للتعرف على هذه الصورة”.
وتابع فضل الله: “أحب أن أشكر كل الذين بذلوا جهدا في هذا الإطار حتى أظهروا هذه الصورة بالشكل الذي ظهرت به. وأؤكد أن هناك إضافات مهمة جدا أضيفت في هذا اللقاء، سوف تثري السياسات الحاكمة، هذه السياسات لا نضعها حتى نكتفي بقراءتها أو استحضارها فقط في لقاءاتنا، بل لتصبح نهجا نعيشه في حياتنا”.
وأشار إلى أن “المبرات من أهم الجمعيات والمؤسسات التربوية والرعائية والإنتاجية والصحية والثقافية، فعالمنا في تغير دائم وهناك نظريات جديدة، لذلك علينا أن نبقى في حالة توتر معرفي، وعلينا تقديم الأفضل”. وقال: “نحن اخترنا أن نكون مؤسسات متميزة، فلنعمل على هذا الأساس ليلا ونهارا ولنبذل كل الجهود ولنقدم ما نستطيع القيام به”.
وأكد فضل الله “ضرورة الانفتاح عقلا وقلبا على مختلف الشرائح اللبنانية”، وقال: “لسنا مجتمعا منغلقا على الآخرين، ونحن نتبع قول سماحة السيد بأن العقل مفتوح والقلب مفتوح، ولاسيما في هذا البلد المحكوم بالتوافق والتلاقي، مع الحفاظ على مبادئنا وقيمنا، كما نؤكد على سياسة المؤسسات وليس الأفراد، والمسؤوليات التي عندنا هي أثقال وليست امتيازات”.
وختم قائلا: “كل من يعمل في مؤسسة خيرية عليه أن يصمد أمام الكلام، ونحن لا تستفزنا الكلمات، وعلينا أن نؤكد أن أي خطأ في أي مؤسسة يسيء لكل مؤسساتنا، لذا ندعو إلى تجنب الأخطاء في مسيرتنا، بالحكمة والرشد والتعلم المستمر”.
بدوره، أكد مدير عام الجمعية محمد باقر فضل الله في مداخلة ” ضرورة تلازم وتماهي عملنا المؤسساتي الرائد مع قيم الرسالة ومبادئها بعد تجربة امتدت 40 عاما في المبرات، أن نكون قدوة في هذه الجمعية بكل مكوناتها، في تجسيد هذه القيم والمبادئ قولا وعملا، لنعيش الإسلام في نبضات قلوبنا وحركة عقولنا ولهاث أنفاسنا، ولنبقى الرياديين في المسارات الفردية والجماعية في التنوع داخل الوحدة والتنوع في العمل التعليمي الثقافي والإنتاجي، لبلوغ أسمى الغايات”، مشيرا الى أن “اجتماعنا اليوم جاء لتفعيل وتأصيل قيمنا الحاكمة ولنطلق مسار التفكر في السياسات العامة للجمعية بمختلف تنوعاتها”.
وقال: “أربعون عاما ومازالت المبرات تبني صروحا للخير، للأيتام في رعايتهم، للفقراء في احتياجاتهم، للمسنين في خريف حياتهم، للمعوقين في استخراج إبداعاتهم، للمرضى في تخفيف آلامهم، للظامئين إلى الثقافة الرسالية وللعابدين في مساجدهم.. للأجيال في تعليمهم النوعي الثانوي والجامعي، بتطور يضاهي المؤسسات الأفضل في لبنان”.
وختم: “تبني المبرات المجتمع المحتضن الذي احتضن كل مؤسساتها، هذه هي إشراقات المبرات وأنتم تمثلون أشعة من هذه الإشراقات لا تبدلنا الأيام، نحارب الحقد بالمحبة والتزلزل بالثبات والقطيعة بالصلة والسيئة بالحسنة، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا”.