افتتحت جمعية المبرات الخيرية معرضها السنوي ال11 للكتاب في جامعة العلوم والآداب اللبنانية على طريق المطار، في حضور وجوه إعلامية وثقافية ودينية وتربوية.
فضل الله
استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة لمدير عام جمعية المبرات محمد باقر فضل الله، أكد فيها “أهمية الكتاب وأهمية المطالعة عند جيل المستقبل”، لافتا إلى “دور المكتبات في جمعية المبرات في التشجيع على القراءة والعودة الى الكتاب في زمن سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي عليه”.
وقال: “نلتقي اليوم لافتتاح معرض الكتاب السنوي المركزي لمدارس المبرات، في رحاب صرح ناشئ من صروحها، جامعة العلوم والآداب اللبنانية التي تكمل مسيرة التعليم العالي لمؤسسات المبرات، وقد أصبحت موضع ثقة مجتمعها بفضل مستوى تعليمها وانفتاحها”.
أضاف فضل الله: “في هذا العام تحتفل المبرات، ضمن سلسلة مناسبات، بمرور أربعين عاما على تأسيسها تحت شعار (أربعون عاما لخير الإنسان والحياة)، أربعون عاما من الإنجازات تمكنت فيها المبرات أن تبني صروحا ومؤسسات، وأسست لتعليم نوعي متطور يضاهي المؤسسات التعليمية العريقة ونهجت نهج التجديد والتطوير والتحديث في الميادين والمناهج بما يتلاءم مع متطلبات العصر والحياة”.
وأشار إلى “أن المبرات بمختلف مؤسساتها التربوية والثقافية تؤكد أهمية تدريب أبنائها وتلامذتها على صحبة الكتاب واحترامه وتقديره، لأنه غذاء للعقل وتثقيف وتوجيه وحفظ لذاكرة معارف الإنسان، وأنس له من الملل، ومسلك للعلوم والمعارف المختلفة، إنه الصاحب الوفي الذي يقود الإنسان إلى التميز والنجاح في حياته العلمية والعملية خصوصا في العصر الذي نعيشه الآن الذي فرض علينا مواكبة التطورات التي لا تتوقف في كل مراحل الحياة”.
ولفت إلى “أن تردي المستوى الثقافي الذي بدأ يصيب مجتمعنا العربي اليوم، أحد أهم أسبابه عزوف الناس عن الكتاب، واللهو بوسائل التكنولوجيا الحديثة والمتجددة تباعا والتي أبهرت عقولهم وشتتهم عن الاستئناس بكتاب يروي ظمأ اهتماماتهم الثقافية والعلمية”.
ودعا إلى “تجديد علاقتنا بالكتاب فهو الوسيلة الفضلى لطلب العلم على مدى الحياة، يواجهنا ويجادلنا فكرا بفكر من دون أن يزعجنا بمزاجيته، ينمي جانب التفكير والتحليل والنقد لدى القارئ بما يعزز من جانب التفكير لديه ويغذي مخزون معلوماته ومعارفه ولغته ومفرداته ويمكنه من الاطلاع على الثقافات المختلفة والمتطورة عبر العصور”.
وختم فضل الله: “نحن في مؤسسات المبرات مدعوون جميعا لنجعل من هذه المؤسسات واحات للثقافة في مواجهة التصحر الثقافي الذي يخيم فوق عالمنا العربي، مشيرين إلى أهمية تضافر كل الجهود لإعادة العلاقة ما بين الكتاب والقارئ من خلال التوجيه في الإعلام والإضاءة على خطورة ترك القراءة وتدني العلاقة بين القارئ وبين الكتاب، في حياتنا الاجتماعية يوجد متسع عظيم لإبراز قيمة الكتاب، بجعله شكلا من أشكال الهدايا المحببة، ولنجعل من أبنائنا وتلامذتنا محبين للقراءة تواقين إلى المعرفة من أجل بلوغ مستقبل مشرق يكون لنا فيه موقع قدم في مسيرة التاريخ والحضارة”.
حيدر
وتخلل الحفل كلمة لأمناء المكتبات ألقتها مريم حيدر شددت فيها على “الأنشطة التي ستقام على هامش معرض الكتاب والتي كانت باكورتها ندوة توجهت للتلامذة في القسم الثانوي بعنوان: “ما بين الرؤية الدينية والعلمية للكون” والتي قام بتقديمها الأستاذ نعمة نعيم وتحدث فيها سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن والدكتور محمد عباس، إضافة الى نشاط مع الحكواتية سارة قصير لتلامذة صف الرابع الأساسي في مدارس المبرات، ومن بعدها توجه الجميع إلى افتتاح المعرض”.
الجدير ذكره، أن فعاليات المعرض الذي سيستمر لغاية 17 من الشهر الحالي يتخللها أنشطة عدة منها: محاضرة عن “الدخول الآمن إلى الأنترنت” مع الملازم أول محمود علي، محاضرة بعنوان “لما أقرأ” مع سيلفا شاهين، لقاء مع الإعلامية نضال شهاب للتعرف على المدن والمناطق اللبنانية، لقاء مع الكاتبة ليلى شمس الدين عن كتابها “آداب التصرف: فنون التواصل والتميز”، محاضرة تقدمها جمعية جاد عن مخاطر الإدمان ولقاء مع أميمة عليق عن كتبها “حدثني عن الله، الفباء الحياة، لماذا؟”.