فضل الله في افطار مؤسسة الهادي:لماذا لا تطبق القوانين الحامية للمعوقين ومنحهم حياة متساوية

Share on facebook
Share on twitter
Share on print

رعى العلامة السيد علي فضل الله إفطار مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، الذي أقامته في مبنى المؤسسة، في حضور شخصيات سياسية ودينية وبلدية وثقافية واجتماعية.


بعد عزف طلاب المؤسسة معزوفة موسيقية من وحي المناسبة وعرض مسرحية، فكلمة ترحيبية من مدير المؤسسة الشيخ إسماعيل الزين، ألقى العلامة فضل الله كلمة قال فيها: “إن لقاءنا اليوم يحمل هذه القيمة، هو لقاء نتحسَّس فيه إنسانيتنا في إنسانية هؤلاء الذين ابتلوا بفقدان حواس هي أهم الحواس، هي عنوان تواصلهم مع الحياة من حولهم، حاسة البصر وحاسة السمع وحاسة النطق للتواصل مع الآخر. هذه الحواس التي إن فقدت، يفقد الإنسان معها القدرة على أن يحيا حياة طبيعية، ويعيش عيشا كريما، ويكفي حتى نعرف ذلك أن نغمض للحظات أعيننا، أو أن نصم أسماعنا، أو أن نصمت أو لا نقدر على التواصل مع الآخرين”.


وأضاف: “إن إنسانيتنا وإيماننا يدعواننا إلى تحمل المسؤولية تجاه هؤلاء، أن نكون عيونا لمن فقدوا العيون، وأسماعا لمن فقدوا الأسماع، وألسنة لمن فقدوا القدرة على النطق، وأن نكون وسيلة تواصل لمن لا يقدرون على التواصل. أن نحفز وننمي ما أودع لديهم من قدرات، فالله، من رحمته، أنه لا يسلب عبدا نعمة إلا ويعوضه بأخرى”.


وأشار فضل الله إلى أننا لا نريد أن نعفي الدولة من مسؤوليتها، فهي معنية بمواطنيها، كل مواطنيها، وأولى واجباتها أن ترتقي بالضعفاء منهم، بأن تساويهم ببقية المواطنين. وهذا يدعوها إلى أن تصدر القوانين التي تحميهم، والتي تضمن لهم حياة متساوية مع الآخرين. ونعني بالعون تأمين معقد دراسي لائق، والعمل الذي يعبر عن طاقاتهم الكامنة، وأن يتأمن لهم في ذلك عيش كريم. وهناك متطلبات أخرى مثل الحصول على مسكن وتأمين متطلبات الزواج لمن لم يتوافر لهم ذلك.


وطالب بتطبيق القانون الذي صدر، والذي يفرض على المؤسَّسات العامَّة والخاصَّة أن تأخذ نسبة من الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: “لن ننتظر الدولة، وإن كنا نطالبها بأن تقوم بدورها المطلوب منها بكل الوسائل، وندعو الحكومة التي ستشكل إلى أن تضع هؤلاء ضمن أولوياتها، ومن جهتنا، سنتابع ما بدأناه معا من السعي لتأمين العمل لكل معوق وقد نجحنا نسبيا”.


وأكد فضل الله أنَّ هذه المؤسَّسة ستتابع العمل من أجل أن تستكمل دورها عبر تلبية احتياجاتها في النهوض بمسؤوليتها، حيث ينتظر الكثيرون مكانا على مقاعد الدراسة في كل فروع الإعاقة، ولا سيما التوحد، حيث اكتظت المؤسسة بالمتواجدين فيه، والكل يعرف الآثار السلبية التي سوف يتحملها المعوقون وأهاليهم والمجتمع إن لم تتأمن مقاعد لهؤلاء.


وختم قائلا: “سنبقى نصر على استمرار هذه المؤسسة بالروح نفسها التي انطلقت بها، روح الإخلاص والمحبة والرحمة، والتطلع دوما إلى نجاحات وإنجازات جديدة، حتى نكون من الأحسن عملا في ضوء التوجيه القرآني”. 

اأخبار ذات صلة