أقامت مؤسسة الإمام الهادي(ع) للاعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، حفل إفطارها السنوي في المؤسسة في طريق المطار، في حضور شخصيات دينية واجتماعة واقتصادية.
وألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة تحدث في بدايتها عن معاني شهر رمضان وأهمية التلاقي والتواصل، مشيرا إلى “ضرورة تضافر الجهود لرعاية المعوقين، قائلا: “إننا لا نريد للمعوقين أن يكونوا عالة على المجتمع، بل أن يكونوا مساهمين فيه، وأن تكون لديهم كل المؤهلات لأن يشاركوا في بنائه. إننا ندعو إلى فتح الأبواب أمامهم في مجالات العمل والوظيفة، لا منة أو شفقة، بل لأنهم يملكون من الطاقات ما قد يتجاوز الكثير من الأصحاء وسليمي الجسم، الأمر الذي يجعلهم جديرين ومستحقين”.
وقال:” وهنا نسأل: هل يحسب لهؤلاء حساب عندما نبني، أو نفتح طرقات، أو نقيم مؤسسات، حتى يصلوا إلى حيث تتيح إمكاناتهم.. هناك شخصيات من هؤلاء قابلة فعلا ان تكون ضمن الأسماء العليا التي عاشت في التاريخ، أمثال أبي العلاء المعري، وطه حسين وبيتهوفن، والعديد العديد ممن تحفل بهم المؤلفات والمجلدات، ونالوا الجوائز العالمية”.
تابع “إن هذه المسؤولية بالطبع تقع على عاتق الدولة أولا، التي من واجبها ودورها أن تهتم بمثل هذه الحالات، وهي من تملك إمكانية إصدار القوانين الملزمة المتصلة برعايتهم على كل المستويات، وأهمها تأمين فرص العمل لهم، وتوفير الظروف التي تسهل حركتهم وتنقلاتهم…”.
ولفت إلى “أننا بحاجة إلى قوانين تعيد حقا لهم على دولتهم، كما أننا بحاجة إلى تفعيل القوانين الموجودة، بأن لا تبقى في أدراج الوزراء المتعاقبين على وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والصحة”.
واعلن انه “لا بد من أن يفرج عن هذه القوانين، رأفة بالآلاف من هؤلاء المؤهلين على المستوى الجامعي والتعليم العالي، وعلى المستوى الفني والمهني، ليكون لهم مواقع في المؤسسات العامة والإدارات الرسمية والمؤسسات الخاصة والبلديات.. أن يكون هناك نسبة توظيفية معينة يفرضها القانون، وتكون ملزمة للمؤسسات والإدارات.. وأن لا يبقى هذا الأمر رهين جهد الأهالي وقدراتهم المحدودة”.
أضاف : “إننا ندعو إلى أن نكتل جميعا طاقاتنا، أن ننشئ فرق عمل وكتلا ضاغطة مع كل المؤسسات، أن نضغط على الفعاليات السياسية والاقتصادية والبلدية والمؤسسات الخاصة، لتحمل المسؤولية تجاههم، والتعامل معهم، لا لكونهم متسكعين، بل لأنهم أصحاب حق. إن لكل منا دورا يمكن أن يقوم به، حرصا على فئة كبيرة من هذا المجتمع ضاقت عليها الظروف، ودورنا أن نوسعها”.
وتحدث عن مؤسسة الهادي(ع)، منوها” بالجهود التي تبذلها إدارتها والعاملون فيها، معتبرا” أن من يتابع أعمال هذه المؤسسة، سوف يلمس الإبداعات التي صنعتها، رغم كل قلة الإمكانات المتاحة، وسوف يشعر بقيمة ما أطلقته من طاقات إنسانية وفكرية كان هؤلاء الأحبة يمتلكونها، ولولا هذه المؤسسة التي احتضنتهم وشجعتهم، لبقيت طاقاتهم حبيسة النفوس الكئيبة، التي باتت بحمد الله نفوسا تعيش الأمل والتفاؤل والفرح”.
وختم:”إن ميزة هذه المؤسسة هي المبادرة، فهي لا تنتظر قرارات إدارية لتنطلق في العمل.. بل تطلق المبادرة تلو المبادرة، وتقوم بذلك مشكورة.. وأنا من موقعي في الجمعية، أفاجأ بهذه المبادرات. لقد استطاعت هذه المؤسسة أن تواكب في عملها التطور التعليمي والعلمي.. وقد حازت العديد من الجوائز والتقديرات على مستوى لبنان والعالم العربي”.