ضمن فعاليات أسبوع المبرّات يفتتح رئيس جمعية المبرّات الخيريّة مبرّة الحوراء في بلدة علي النهري البقاعية، وذلك في الخامسة والنصف من عصر يوم الجمعة 5 أيار 2017 مـ.
تعمل جمعيّة المبرّات الخيريّة على إنشاء مؤسسات لرعاية الأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة منذ انطلاقتها أوائل الثمانينات. وقد انتشرت مؤسساتها التي أطلقها سماحة العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله في مختلف المناطق اللبنانية، في بيروت فالجبل فالجنوب والبقاع والشمال، ولتشع نوراً وعطفاً وحباً للمحتاجين والأيتام .
وفي هذا الإطار اختارت إدارة الجمعيّة منطقة وسطية في سهل البقاع يمكن الوصول إليها من مختلف القرى والبلدات البقاعية لتأسيس مبرّة الحوراء في بلدة علي النهري.
بدأ العمل في مبرّة الحوراء، عام 2015 لتكون إحدى المؤسسات التي ترعى الأيتام وتعمل على إشباع حاجاتهم وتطوّر مواهبهم والاهتمام بجوانب حياتهم المختلفة لتوفير النمو الجسدي والنفسي لهم، مما يعوض عليهم فقدان ذويهم.
أنشئت المبرّة على أرض مخصصة لها ضمن مجمّع مدارس المبرّات في المنطقة، حيث بلغت مساحتها حوالي 2800 م2، وقد جهزت بشكل كامل ومدروس بإشراف اختصاصيين لتتناسب مع النمط الرعائي السائد في المبرّات. وهي توفّر للأيتام فرصة البقاء في منطقة قريبة من بلداتهم، حيث يتلقون الرعاية بمختلف أنواعها، كما يتلقون تعليمهم بالشكل الأكمل، دون الحاجة لنقلهم إلى المبرّات القريبة من العاصمة بيروت كي يحصلوا على هذه الرعاية.
تتألف المبرّة من مبنى مكوّن من 6 طوابق تحيط به ملاعب صيفيّة، ومرافق مختلفة. فالطابق السفلي يضم مطعماً ومطبخاً ومغسلاً ومستودعات، والطابق الأرضي يضم المصلّى والقسم الإداري مع مستوصف وعيادات طبية وقسماً للعزل، أما الطوابق الثلاثة الأخرى فمؤلفة من غرف المنامة، وهي أربع غرف من الجهة الشرقية وأربع من الجهة الغربية، مع غرفة أنشطة مخصصة لكل غرفتي منامة، بالإضافة إلى غرفة الناظر والمرافق الصحية، أمّا في الطابق العلوي فهناك قاعتان رياضيتان ومستودعات صيانة ومرافق صحية، بالإضافة إلى الخدمات الشاملة للمبنى كله كالتدفئة المركزية.
تتميز المبرّة بأنظمة أمان متعددة مثل: المراقبة، التدفئة المركزية، إنذار الحريق، ومانع الصواعق، وفيها الأقسام التالية: الإشراف الصحّي، الإشراف التعليمي، الإشراف التربوي، الإشراف الرعائي، الإرشاد الديني، الإرشاد الاجتماعي، التكفّل، النشاطات، والتغذية الصحية.
يتم العمل في هذه الأقسام على تأهيل كادر بشري من ذوي الاختصاص بهدف تكوين أسرة حاضنة للأيتام من شأنها أن توفّر لهم كل ما يحتاجونه من شعورٍ بالعطف والأمان من جهة، وأن تغرس في داخلهم قيماً اجتماعية ينطلقون بها إلى المجتمع والحياة من جهة أخرى.
تعمل المبرّة على وضع الخطط لأفضل البرامج التي من شأنها أن تصقل مهارات الأبناء وتطوّر قدراتهم العقليّة والابتكاريّة، بالإضافة إلى سلسلة الأنشطة الإبداعيّة الهادفة إلى بناء شخصية اليتيم وتكريس قيم التعاون والعمل الجماعي، إلى جانب الأداء التعليمي المميّز القائم على المتابعة الحثيثة والتواصل المباشر والمستمر مع المؤسسة التي يتعلم فيها.
إن فكرة المبرّات في إنشاء المؤسسات الرعائية انطلقت ترسيخاً لقيم العطاء وحب الخير النابع من أصالتها وخيريتها. وهكذا تقدمت جمعيّة المبرّات الخيريّة خطوة أخرى على طريق خدمة مجتمعنا، وأسست هذه المبرّة لكي يكون لها دور كبير في خدمة منطقة البقاع المفتقرة لمثل هذه المشاريع، ولإنشاء جيل متحرّر من ألم اليتم ومنفتح على مستقبل مشرق بعون الله.