- أنماط الرعاية
- المتابعة التعليمية
- البرنامج التربوي
- الصحة والغذاء
- الإرشاد والتوجيه
- المرافق
تعتمد المبرّات أنماطاً متعددة للرعاية بهدف ملائمة احتياجات الأيتام على مختلف المستويات، بما يضمن لهم البيئة الرعائية الفضلى.
الرعاية الداخلية:
وهي مخصصة للأبناء الأيتام الذين يحتاجون إلى الرعاية الشاملة التي تراعي نواحي الحياة، سواء الاجتماعية، النفسية، الترفيهية، الصحية وغيرها.
يقتضي هذا النمط من الرعاية أن ينام الأيتام في القسم الرعائي، مع العلم أنهم يقضون عطلة نهاية الأسبوع بشكل دائم فضلاُ عن جميع العطل المدرسية، مع عائلاتهم، ويمكن للأهل زيارة أبنائهم والاطمئنان عليهم بشكل دائم، ما يعزز العلاقة بينهما ويساهم في تأمين الصحة النفسية لهم.
الرعاية نصف الداخلية:
هي مخصصة للأبناء الأيتام المحتاجين لبعض الخدمات الرعائية التربوية، كما يستفيد منها بعض الأبناء المتعذر مبيتهم في القسم الرعائي لأسباب صحية ونفسية فيأتون إلى المؤسسة الرعائية يومياً لتلقي الرعاية المطلوبة ثم يعودون مساء للمبيت في بيوتهم بعد إنجاز واجباتهم المدرسية.
الرعاية الأسرية:
هي مخصصة للأبناء الأيتام الذين يحتاجون الدعم والمساندة من المبرّات في بعض الخدمات الرعائية، ولديهم الإمكانية لإنجاز واجباتهم المدرسية دون الحاجة لمساعدة، فيتردد الأبناء الأيتام إلى القسم الرعائي في أوقات محددة ويشاركون في جميع الأنشطة التي تقيمها المؤسسة.
الرعاية الدائمة
هي مخصصة للأبناء ذوي الحالات الاجتماعية الصعبة والأطفال المعرضين للخطر، وعادة ما يتم ذلك من خلال عقد رسمي مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وهؤلاء الأبناء الأيتام تتكفّل المبرّات برعايتهم بشكل دائم على مدار العام نظرًا لعدم وجود أسرة ينتمون إليها، أو أنهم في بيئة قد يتعرّضون فيها لأي نوع من أنواع الإساءة.
رغم تعدد أنماط الرعاية في جمعية المبرّات الخيرية، إلا أنها ترتكز جميعها على متابعة الأبناء لتحصيلهم العلمي أو المهني، وتأمين احتياجاتهم الحياتية والتعليمية والتربوية، كما تسعى إلى تحقيق التكامل في العلاقة بين المؤسسة الرعائية والأهل والمجتمع المحلي، في سبيل تحقيق مصلحة اليتيم الفضلى.
تعمل المؤسسات الرعائية على الاهتمام بالجانب التعليمي للأبناء الأيتام من خلال تسجيلهم في مدارس المبرّات أو في مدارس أخرى، وتأمين كل اللوازم والكتب والزي المدرسي والقرطاسية، ومن ثمّ التواصل.
كما تتابع أوضاع الطلاب الأيتام مع الأهل، وتقوم بتحليل النتائج المدرسية على مدار العام الدراسي، وتشجع المتفوقين دراسيًا من خلال تكريمهم ومكافأتهم.
وفي هذا السياق ترصد المؤسسات الرعائية وضع الأيتام التعليمي والسلوكي من خلال سجل تعليمي خاص بكل يتيم، يدون فيه تقييم قدرات اليتيم، تقدمه التعليمي، إنجازاته، احتياجاته، وطموحاته، فضلاً عن المستندات الأخرى ذات الصلة.
كذلك تؤمن المساعدة والمساندة التعليمية اللازمة للأبناء بهدف رفع مستواهم التعليمي، من خلال تأمين مساعدين تعليميين (بناء للحاجة)، وتقديم ساعات تعليم إضافية لمن يتطلب من الأبناء دعمًا تعليميًا.
يشار إلى أن المؤسسات توفر بيئة ملائمة للأبناء الأيتام للدرس ولإنجاز الواجبات، وتؤمن الموارد والأدوات والأجهزة اللازمة (طاولات، كراس، أجهزة كمبيوتر، مكتبة تشتمل على القواميس والأطالس والقصص التعليمية المفيدة، أدوات لتنفيذ مشاريع مدرسية، وغيرها.)، بهدف تمكين الأبناء من متابعة الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية (في فترة ما بعد الظهر)، بمساندة المشرفين الرعائيين الذين يواكبون الأبناء أثناء عملية التعلم.
كما تقوم بتعزيز الجانب النفسي في التعامل مع الأبناء، وتعمل على تنمية تقدير الذات والثقة بالنفس عندهم من أجل بناء شخصية متوازنة نفسياً، من خلال فريق عمل متخصص في الجانب النفسي التربوي.
تنفرد المؤسسات الرعائية عن غيرها من المؤسسات في لبنان، ببرنامجها التربوي الذي ينسجم مع مبادئ جمعية المبرّات الخيرية وأهدافها السامية التي تساعد على فهم حياة المجتمع اليومية والمشاركة فيها بفعالية.
والبرنامج التربوي هو عبارة عن مخطّط تعلُّمي- تربويّ موجّه إلى الأبناء الأيتام في المؤسسات الرعائية بحسب مراحلهم العمرية، ويحتوي على مجموعة من المحاور التربوية المركّزة على القيم والمهارات الحياتية والتنشئة الإسلامية والوطنية، وفق مصفوفة أهداف معرفية ووجدانية ومهارية، كرفع المستوى الثقافي والروحي والاجتماعي والعلمي عند الأبناء الأيتام، وزرع بذرة الخير والمحبة في نفوسهم، وتنمية مواهبهم وصقلها.
تولي المؤسسات الرعائية أهمية بالغة للشأن الصحي الخاص بالأبناء الأيتام، وتعمل على تأمين الخدمات الوقائية والعلاجية لهم وفق برنامج الرعاية الصحية الأولية.
وفي هذا الإطار تحرص المؤسسات مع مطلع كل عام دراسي، على تقييم الوضع الصحي للأبناء الأيتام وإجراء الكشف الصحي الدوري لهم ومتابعة النتائج على مدار العام. كما تقوم بالإجراء نفسه بعد كل عطلة، لمنع انتشار أي عدوى، فضلا عن توفير البرامج الإرشادية الصّحية للأبناء بما يتلاءم مع احتياجاتهم، وبما يكسبهم السلوك الصحي السليم.
والجدير ذكره أن المؤسسات توفّر للأبناء العلاج من داخل المؤسسة ومن خارجها، كما تنظّم اللقاءات التثقيفية للأهالي حول المواضيع الصحية المهمة مثال: الأمراض الموسمية، والتغذية السليمة، والطعام الصّحي في المؤسسة، والعادات الصحية السّليمة، أمراض الجهاز التنفسي، وغيرها.
إلى ذلك، تعمل المؤسسات على تأمين الخدمات الغذائية المتنوعة للأبناء تحت عناية ورقابة الإشراف الصحي المتخصص، بما يضمن الجودة الصحية. كما تعمل على تأمين الأدوية واللقاحات وتكاليف الخدمات العلاجية والاستشفائية، فضلا عن خدمات علاج الأسنان وتقويمها.
إلى ذلك تسعى المبرّات إلى ترسيخ الجانب الروحي والصفاء الداخلي عند الأبناء، عبر الصلاة وقراءة القرآن والدعاء. كما يسعى الجهاز الديني في المبرّات إلى تعزيز الانتماء الديني لدى الأيتام من خلال خلق البيئة المناسبة وإقامة الندوات الفكرية والأنشطة المتنوعة وإحياء المناسبات الإسلامية، إضافة إلى إقامة صلاة الجماعة.
يتألف بناء المؤسسة الرعائية من غرف نوم للأبناء تحتوي على خزانة لكل ابن للحفاظ على الخصوصية والاستقلالية، وغرف للدرس تتميز برحابتها ومقاعدها المريحة وطاولات الدرس، ومكاتب للمتخصصين في الإرشاد والتوجيه ومكاتب للإدارة ولمرشدي المراحل والمشرفين الرعائيين، وقاعات للأنشطة المختلفة، وقاعة مقفلة للأنشطة الرياضية وملاعب لرياضة كرة القدم وكرة السلة، ومسرح لتنفيذ الأنشطة التربوية والفنية، ومكتبة تحتوي على الكتب المتنوعة والقصص.
كذلك يوجد في كلّ مبرّة مستوصف وسيارة إسعاف للاستخدام في حال حدوث أي طارئ، كما يوجد مطعم يقدم الوجبات الرئيسية للأبناء، ومصلى يشرف عليه عالم دين ويقوم بإمامة الصلاة وإعطاء الدروس الفقهية والمفاهيم الإسلامية.
كما تشتمل كل مبرّة على مغسل يقوم بغسل ألبسة الأبناء وتعقيمها، ومستودعات توفّر جميع الاحتياجات من مختلف الأصناف والأنواع، ومطبخ تراعَى فيه الشروط الصّحية والغذائية، وغرف تبريد وكوي وخياطة، فضلاً عن وجود قسم للنقل يؤمن انتقال الأبناء إلى بيوتهم وينظيم الزيارات والرحلات الترفيهية والعلمية والسياحية لهم.
ولمواكبة التطور التكنولوجي فإن جميع المؤسسات الرعائية في المبرّات مجهّزة بألواح تفاعلية، ومواد سمعية – بصرية، وقاعة للكمبيوتر والإنترنت.
لم تهمل المبرّات الجانب الجمالي والبيئي في مؤسساتها الرعائية، فجهّزتها بحدائق مزدانة بالأشجار والورود، كما جهزت بعض المؤسسات بنظام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء وتسخين المياه، وتـأمين وسائل الحماية الكهربائية، وغيرها من الأمور الحياتية.