أقامت مدرسة الإمام جعفر الصادق الثانوية حفل تخريج الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية وتكريم التلامذة المتفوقين للعام الدراسي 2015 – 2016 وذلك برعاية المشرف الديني العام في جمعية المبرات الخيرية السيد جعفر فضل الله، وحضور حاشد من الأهالي والفاعليات الاجتماعية.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم فقرات فنية متنوعة للفرقة الفنية في المدرسة، وفرقة مبرة السيدة مريم، فكلمة لرئيس بلدية جويا المهندس حسن جشي قال فيها: “ونحن في صرح تربوي متجذر يزرع العلم والقيم الإسلامية، لا يمكن لنا إلا أن نستذكر الراحل الكبير سماحة السيد محمد حسين فضل الله، الذي عمل بكل ما أوتي من عزم على زرع بذور هذه التربية، وأسس بنيانها الفكري والمادي وكانت إحدى تجلياته هذه المؤسسات التي أصبحت بيادر خير وعطاء”.
أضاف :”نحن بأمس الحاجة في حالتنا الحاضرة إلى هذا العلم والنور والتقدم، في ظل الجهل والتعصب والتطرف الذي يزيد الأمة جهلا فوق جهل مما يعطي صورة مشوهة عن الإسلام وقيم السماء السمحاء”.
وتابع:”نلمس بأيدينا هذا التميز الذي وضع مؤسسات المبرات، وغيرها من المؤسسات، في مراتب عالية، حتى باتت من المؤسسات الأولى في ميدان التربية والتعليم في لبنان، حيث تظهر الصورة الحقيقية لمعتقداتنا وقيمنا وفهمنا لدور الإنسان”.
وأوضح أنه: “يجب ألا يغيب عن بالنا ونحن نصبو إلى مزيد من الإبداع والتطور، مواكبة هذا الجهد بفتح آفاق التوجيه الطلابي الذي ينبغي أن لا يقتصر على المتفوقين”.
وختم:”بات لدينا مؤسسات متخصصة يمكن الاستفادة منها للارتقاء بطلابنا إلى مصاف المتفوقين، ولدينا الكثير من الشواهد عن طلاب لم يحققوا درجات تقدير خلال دراستهم الثانوية وما قبلها، ولكن نرى تألقهم وإبداعهم عندما تكتشف مواهبهم في مراحل لاحقة، في الجامعة أو في ميادين العمل. من هنا نرى أهمية التوجيه الذي يجب أن يواكب الطلاب باكرا”.
ثم كانت كلمة للمشرف الديني العام في مدارس المبرات السيد جعفر فضل الله تحدث فيها عن أهمية العلم في بناء الذات، قائلا: “الأديان أكدت أن الإنسان جوهر، وهوالعلم. العلم الذي يمتلئ به الإنسان ليصوغ شخصيته فيمنح الحياة عقلا وفكرا ونتاجا وإبداعا. والإنسان الممتلئ علما هو الإنسان الذي لا يحتاج إلى الكثير من الزينة حتى يبهر الناس، هو يبهر العقول قبل أن يبهر العيون”.
أضاف: “على قدسية العلم تنشأ أجيالنا، بإصرار على تعليمهم رغم كل الظروف. نحن نعرف أن الأغلب من أهلنا يبذل كل ما لديه، ويبذل ما هو فوق طاقته المادية من أجل أن يعلم أبناءه العلم النافع في الحياة. وهذا الأمر لا يذهب هباءا وإنما هو استثمار لديننا ودنيانا”.
أشار إلى أن: “أهمية العلم، بمزاوجته بالأخلاق، ومن نعم الله علينا وجود مؤسسات تعمل على هذه المزاوجة، لأن جيلا يمتلك المعرفة ولا يمتلك الأخلاق، أو جيلاً يمتلك الأخلاق ولا يمتلك المعرفة كلاهما لا يستطيعان أن يبنيا الحياة”.
وقال :”بالرغم من تجذرنا في الأرض، وبالرغم من أننا دفعنا ثمنا غاليا ليبقى البلد بلد الآباء والجدود، لكن هذا البلد غير وفي لأجياله ولمتخرجيه. وكثير من مسؤوليه يتحركون في خط السياسة أو في خطوط أخرى من أجل الطموح الشخصي والإعلام والانتخابات ولا يوفرون ما يجب توفيره لنمو ورفعة هذه الأجيال”.
وختم :”ما نرجوه، وما نعمل له، أن يكون مستقبل هذا البلد بين أيديكم أفضل من ماضيه، أن تتجذروا في هذه الأرض الطيبة، وتأخذوا فرصتكم التي تستحقون دون منة من أحد أو واسطة من هنا وهناك، ونسأل الله أن لا تيأسوا مما نورثكم إياه من بلد مهترئ يعيش على الفساد ويتنفّس الفساد”.
وفي الختام وزع مدير المدرسة محمد نصرالله والسيد فضل الله وعدد من الشخصيات شهادات تقدير وأوسمة ودروع على المتخرجين والمتفوقين.