في إطار سعيها المستمر لتطوير العملية التعليمية وتحفيز التلاميذ على اكتساب المهارات الحياتية الأساسية، أطلقت ثانوية الرحمة برنامجًا تربويًا متكاملاً تحت عنوان “بناء المهارات”، يهدف إلى دمج المهارات الأساسية في البيئة الصفية عبر استراتيجيات تفاعلية وتعاونية.
انطلق البرنامج بعرض الخطة التنفيذية على مجلس المدرسة، حيث تم تعيين لجان نواة تمثل الحلقات التعليمية المختلفة، بما يضمن المتابعة الدقيقة والتكامل في التطبيق. وتم لاحقًا عرض المشروع على المعلمين خلال اجتماعات الوحدات التعليمية، بهدف توحيد المفاهيم وتعزيز المقاربة المهارية داخل الصفوف.
كما حرصت المدرسة على إشراك أولياء الأمور في البرنامج من خلال لقاء توجيهي عُرضت خلاله أهداف المشروع وأثره الإيجابي على تطور التلامذة، مما عزّز جسور التعاون بين المدرسة والأسرة.
وتضمن البرنامج إجراء مسح تربوي شامل لخطط تعليم المهارات في المواد الأساسية، شمل :مهارة المحادثة في اللغة الإنكليزية (الصفان السابع والثامن)، مهارة حل المشكلات في مادة العلوم (الصف الثامن)، مهارة الإصغاء في اللغة العربية (الصف السادس) بالإضافة إلى اللغة الإنكليزية في صف الروضة الثالثة.
وقد شمل المسح المهاري صفوف: الروضة الثالثة، السادس، السابع، والثامن، وذلك ضمن خطة تقييم معتمدة مركزيًا لتحديد مستويات التلامذة واحتياجاتهم التطويرية.
قامت المدرسة بنشر صور تعبيرية عن المهارات في الممرات والمختبرات لتعزيز الحضور البصري للمهارات، الأمر الذي ساهم في توعية التلامذة بأهمية المهارات ودورها في حياتهم اليومية والتعليمية.
كما نُفّذت أنشطة تعاونية جماعية داخل الصفوف، شارك فيها تلاميذ الحلقتين الثانية والثالثة، حيث تولّت كل مجموعة مهمة تحليل إحدى المهارات، وتحديد خطوات تطويرها بما يتناسب مع العمر والنضج الذهني.
وفي بادرة تعكس روح التفاعل بين المراحل، نظّم تلامذة الحلقة الثالثة أنشطة تطبيقية حول مهارتي الإصغاء والمحادثة، بالتعاون مع تلامذة قسم الروضات والحلقة الأولى، مما عزز مفهوم التعلّم من الأقران والعمل التشاركي.
كما خضع التلامذة المشاركون في الأنشطة الخارجية لتدريبات مركزة على مهارات العمل الفريقي، الإبداع، وحل المشكلات، وتمت مراعاة إدراج هذه المهارات ضمن جميع الدروس التي تعتمد استراتيجية العمل التعاوني.
ويؤكد القائمون على البرنامج أن هذه المبادرة تأتي انسجامًا مع رؤية ثانوية الرحمة في بناء شخصية التلميذ المتكاملة، وإعداده للانخراط الفاعل في الحياة المدرسية والمجتمعية من خلال اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين.
