نالت الجمعية الثقافية للإنماء التي يرأسها الدكتور محمد باقر فضل الله، والذي يشغل أيضاً مهمات المدير العام لجمعية المبرات الخيرية، ترخيصا بإنشاء جامعة العلوم والآداب اللبنانية بناء على المرسوم رقم 1738 تاريخ 14/ 4/ 2009 على أن تباشر التدريس وفقاً للقرار رقم 1287/م/2012 تاريخ 21/ 9/ 2012. أما التدريس بالإنكليزية فيتم وفقا للترخيص في كليات العلوم الإدارية والمالية والاقتصادية ومتفرعاتها وكلية الآداب والعلوم بإختصاصيّ علوم الكومبيوتر والإعلام، وكلية التربية (تربية وتعليم أساسي -حلقة اولى وحلقة ثانية).
شكلت الخشية من الازدياد “المقلق” لعدد الجامعات الخاصة في لبنان الحافز الرئيسي للقاء “النهار” مع رئيس الجامعة الدكتور محمد رضا فضل الله وذلك في محاولة لتعريف التربويين على قيمة هذه الجامعة، خصوصيتها، اختصاصاتها وإستراتيجيا عملها الإداري والتعليمي والطالبي.
في المبنى الموقت للجامعة في منطقة الغبيري على طريق المطار القديمة، تحدث فضل الله عن الجامعة “التي لن تكون كما قال “رقماً إضافياً في سجل التعليم العالي بل رقماً صعباً، لأننا نتوجه بالإطار العام لرسالتنا إلى الإنسان اللبناني والعربي”. وبالنسبة إليه،” إن التوزيع الديموغرافي فرض طبيعة طلاب يقصدون الجامعة من طائفة محددة وهذا يناقض تطلعاتنا لأننا نتمنى أن يقصدنا طلاب مسيحيون ودروز ليجسدوا بذلك القيم المشتركة العامة التي طالب بها السيد محمد حسين فضل الله، لا سيما من خلال دعوته إلى قيام دولة الإنسان وفقاً لقيم مشتركة تنادي بها الديانات السماوية وأهمها الصدق، العدل، الأمانة والإعتراف بالآخر”.
بناء المعرفة والقيم
عندما سألناه عن تحديده للقيمة المضافة للجامعة أجاب: “يهمنا أن نوفر العلم والقيم لكل الطلاب الذين ينتسبون إلى جامعتنا. نولي أيضاً إهتماماً بتوفير المنح الجامعية لأيتام جمعية المبرات الخيرية ليكملوا تحصيلهم العلمي في جامعتنا. لن نتردد في اللجوء إلى منح جامعية جزئية أو كاملة وفقاً للحالة الإجتماعية لدعم اي طالب يعاني فعلياً من حال اجتماعية صعبة لتوفير العلم له”.
وردا على سؤال عن الجهة الممولة للجامعة أجاب: “يعمل مجلس امناء الجامعة على تفعيل الدعم المالي من شخصيات لبنانية وبعض الصداقات الخليجية التي تكن للسيد محمد حسين فضل الله محبة خاصة”. وعما إذا كانت إيران تدعم هذه المؤسسة الأكاديمية أجاب: “لا علاقة لإيران بالتمويل لا من قريب ولا من بعيد”.
وما إذا كانت الجامعة تختلف عما هي عليه الجامعة الإسلامية في لبنان أجاب: “نحن نرى أنفسنا دعاة للقيم والتي تناقض الجو التعبوي الموجود في الخارج. خصوصيتنا تنبع من رغبتنا في الإنفتاح على الآخر وتواصلنا معه، وهذا يعزز وصية السيد محمد حسين فضل الله الذي قال: “إننا لا نريد بهذا أن ننشئ جيلا متعلما فقط، بل جيلا رساليا مثقفا منفتحا على مسؤولياته في الحياة، حتى ينتج لمجتمعه خيراً وأن يكون جيلاً منفتحاً على الله قبل هذا وبعده بأن يكون جيلا إسلاميا. لذلك لا بد لكم من أن تراعوا هذه القضية وتخططوا لها وتلاحقوها”.
واللافت ان فضل الله رعى القضية وسهر على “بنى تحتية متينة للجامعة من خلال مسارين، الأول: يترجم من خلال تكامل عمل مكونات الجامعة، أي الإدارة والمعلم والمتعلم والمنهج والقيم، والثاني: قضى باعتبار هذه السنة تحضيرية لانطلاقة فعلية السنة المقبلة”.
ولفت فضل الله الى “أن قضية الإدارة في الجامعة ترتكز على تماسك المؤسسة وتنسيق هيكيلتها العامة وتنسيقها بما يضبط كل المفردات الأخرى”. وبرأيه، “هذا التماسك في الإدارة ينبثق من تجربة جمعية المبرات الخيرية التي ساهمت في وضع هيكلية واضحة للهيئة التعليمية مثلاً، والتي تضم مجموعة من الأساتذة المتخصصين من حملة الدكتوراه والذين يدركون أهمية تعاليم السيد محمد حسين فضل الله ويتقنون أساليب تعميمها في المناهج التي ندعمها بروحيته”.
أما المسار الثاني فيرتكز وفقاً لفضل الله “على اعتبار هذه السنة تحضيرية لننطلق إلى تجارب أكثر قوة”، وقال: “إنتسب إلى الجامعة حوالى 60 طالباً يتلقون العلم من مجموعة أساتذة غير متفرغين في الملاك”. أضاف: “نريد خطوات ثابتة لانطلاقتنا السنة المقبلة في مبنى أوسع من حيث المسافة وتتوافر فيه التجهيزات المعلوماتية المطلوبة والمكتبة المتطورة”. وبالنسبة إليه، وصية السيد محمد حسين فضل الله تفرض نفسها في العمل الأكاديمي لأنه ردد مراراً بأنه “كما أقول دائماً لا أريد فقط أن ننجح، بل أن نتفوق. وليس عقد التفوق بل رسالة التفوق، بأن يكون لدينا طموح الإرتفاع الدائم، حتى نواجه كل التحدي الذي يواجهكم، طبعاً بمحبة، ونريد أيضاً أن نتحدى بمحبة”.
وللمناسبة، رأى أن “الاختصاصات المتوافرة كان لها جمهورها هذه السنة.”. وقال: “نوفر مواد بالفرنسية لإختصاص التربية والذي أضفنا إليه ديبلوماً جديداً في الإدارة المدرسية. وإن همنا الأساسي أن نعد عبر فصل دراسي خاص أي طالب يحتاج إلى تمكين معلوماته في الرياضيات قبل انتسابه لاختصاص الكومبيوتر ويسري ذلك على اللغة العربية في اختصاص الإعلام”.
من جهة أخرى، شكل التركيز على إعداد جيل متفوق كما أوصى السيد محمد حسين فضل الله حيزاً مهماً من الحديث، لا سيما عن الطرائق المعتمدة لتفعيل ذلك. وفي ما خص هذا الموضوع، أكد فضل الله “اننا لا نفرض الحجاب في جامعتنا بل نطالب بلباس محتشم”. وقال: “نلتزم حياة طالبية منفتحة فيها حرية مسؤولة بعيدة من السياسة. وفي المستقبل سنشجع على قيام نواد وحياة طالبية وإنتخابات هيئة طالبية تمثيلية تتعاطى الشؤون الأكاديمية وتبتعد من السياسة وإطلاق الشعارات الحزبية”.
وعما إذا كانت الجامعة ستنفتح على جامعات أوروبية وأميركية لتبادل الخبرات، أجاب: “نصبو إلى تعزيز العلاقات الأكاديمية بين جامعتنا ومؤسسات أكاديمية أوروبية واميركية، وذلك في إطار تربوي بحت بعيداً من السياسة”.
ختاماً، اكد أننا نتطلع إلى بناء حرم جامعي متكامل وتأسيس فروع للجامعة في المناطق البعيدة لتوفير فرص العلم لأبنائنا في البقاع والجنوب مثلاً. وأشار إلى اننا “ندرس في المستقبل إمكان تجهيز قسم خاص لذوي الحاجات الخاصة وتوفير التجهيزات المطلوبة لهم لتحصيل علمهم الجامعي”.