رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل إفطار مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، بحضور كل من مدير عام جمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله، حشد من الفاعليات الاجتماعية والاقتصادية والعلمائية والدبلوماسية وأعضاء مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي(ع) الذي أطلق مبادرة “لأنك صديقي بكفّي طريقي” لدعم وتعليم وعلاج 600 طفل من ذوي الإعاقة في المؤسسة.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني تلاه فقرة فنية موسيقية وتواشيح دينية لكورال مؤسسة الهادي، أعقب ذلك عرض مسرحية من وحي المناسبة تلتها كلمة رئيس مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي يوسف حمود الذي تقدم بالشكر للحضور على مساهماتهم وتجاوبهم مع المبادرات التي يطلقها المجلس مؤكدا الاستمرار في دعم هذه المؤسسة الإنسانية شارحا الأعمال والإنجازات التي تحققت في العام الماضي من خلال إطلاق مبادرة كن صديقي، وقدم للحفل الحكواتية سارة قصير.
ثم ألقى راعي الحفل العلامة السيد علي فضل الله كلمة قال فيها: نلتقي اليوم مجدداً في رحاب هذا الشهر المبارك، شهر الخير والمحبة والإنسانية، وفي هذا الصرح المميز الذي هو مظهر من مظاهر الخير والعطاء، لنعبر مجدداً أن إنسانيتنا التي لا تزال سليمة لم نفقدها، ولم تخضع لمنطق المصالح والمحاصصات ولم تستغرق في أنانياتها ولم تتخل عن منطق الرحمة والمحبة ونحن سوف نبقى نحمل مشروع الإنسان حتى لا تنطفئ شعلة الخير في وطنا.
وأضاف: هذا اللقاء يؤكد بان في هذا المجتمع من لا يزال قلبه ينبض بالحب والعطاء والرحمة والإحساس بالآخرين، وهي نعمة لا توازيها نعمة أن يكون فينا من يغلب انتماؤه لله وارتباطه به على كل انتماء وارتباط، وبأن هذه القلوب لا تزال تحمل الطهارة رغم كل ما مر علينا من أزمات وارتكابات وفضائح جعلت الكثيرين يسقطون في امتحان الإيمان وامتحان الإنسانية بعدما جفت ينابيع العطاء من نفوسهم، لكن وبحمد الله لا زالت قلوبكم بحراً لا منتهى له في التفاعل مع من يحتاج إلى أن نمد يدنا إليه، أن ننتشله من الواقع الذي يعيشه سواء أكان هذا إعاقة جسدية أو فقراً أو وضعاً اجتماعياً أو خطراً على الحياة والوجود كالذي يحصل اليوم في غزة وفي لبنان. فبقيتم على إيمانكم وإنسانيتكم التي لم يهددها طمع أو حرص، ولم يسقطها تعصب طائفي أو مذهبي أو سياسي…
وتابع: بورك هذا الإيمان الذي جعلكم تعبرون فوق كل الحواجز الفئوية التي تفصل الإنسان عن الإنسان وتمنع أن يفكر الإنسان أو يعمل للتخفيف من معاناة الآخرين مهما كانت هوياتهم، فإن الذي تستغرقه الهوية الفئوية الخاصة وتحبسه عن العطاء للإنسان، أي إنسان، إنما هي هوية لا تنتسب للدين أي دين ولا الإيمان أي إيمان…
وقال: نحن هنا لنؤكد أن وطننا لا يزال بخير رغم كل ما نعاني في هذا الوطن من فساد الفاسدين ومن تقصير المقصرين، لا نزال ننعم بالخيرين الذين يفكرون بكيفية سد حاجات الناس من حسابهم وعلى حسابهم، لا يريدون من ذلك جزاءً ولا شكوراً…
ورأى ان هذا الوطن، لن ينعم بالأمن والاستقرار وحل أزماته إلا بالبذل والعطاء والتعاون، هو لا يبنى بالأنانيين الذين لا يتجاوزون حدود ذواتهم وإذا توسعوا فلطائفتهم أو مذهبهم أو موقعهم السياسي.
وشدد على اننا من دعاة بناء الدولة القوية القادرة على القيام بواجباتها على مختلف الصعد ولكن بغيابها أو تغيبها مسؤوليتنا الوقوف إلى جانب هذه المؤسسات والتعاون معا وهكذا نستطيع ان نحمي هذه الفئة المستضعفة من المجتمع ونجعلها قادرة على التعبير عن طاقاتها وامكاناتها
وتابع:لقد جئنا إلى هذا الصرح الإنساني والإيماني لنؤكد على إنسانيتنا وإيماننا وحبنا لله في صيامنا وفي كل توجهاتنا، عبر العمل في كل مشاريع الخير، وأبرزها هذا المشروع الذي نجتمع اليوم في ظلاله، مشروع الصداقة، صداقة الإنسان للإنسان، هذا المشروع الذي سنحمله ونبشر به وندعو إليه ونوسع دائرته، لا نريده أن يقف عند حدود هذه المؤسسة بل أن يتوسع لإيماننا بأن كل من يعمل لخير الإنسان هو منا ونحن منه.
ووجه كل التقدير لمن أطلق هذه المبادرة، الأستاذ جورج خباز، ولجهود مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي، هذا المجلس الذي أثبت ويثبت كم هي ثمرة هذا العمل الذي ينطلق من الذات لا لشيء بل لأجل خير الإنسان.. ثمرة غالية ترفع من مفهوم الصداقة إلى معنى أعمق وأغنى، فبوركت مثل هذه الصداقة الصادقة، ولمؤسسة الهادي إدارة وعاملين كل المحبة والثناء على دورهم الريادي في إعلاء اسم هذه المؤسسة وحسن أدائها لدورها في خدمة إنساننا…
وفي الختام تم تكريم الفنان جورج خباز من خلال تقديم لوحة زينية له.