افتتحت مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل معرضها السنوي الثامن لفنون الأطفال، في قصر الأونيسكو، برعاية سفير فرنسا إيمانويل بون ممثلا بمدير المركز الثقافي الفرنسي دنيس لوش، في حضور وفد من السفارة الفرنسية، وممثلين عن وزارتي الشؤون الإجتماعية والتربية، اللجنة الوطنية لليونسكو، مديري مدارس من مختلف المناطق، ممثلين عن جمعيات ومؤسسات تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وفعاليات بلدية واجتماعية وأطفال وشبيبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما حضر الافتتاح المدير العام لجمعية المبرات الخيرية محمد باقر فضل الله إلى جانب الهيئة الإدارية للجمعية ومديري الدوائر والمؤسسات في المبرات.
شارك في المعرض تلامذة صم وضعاف بصر وأولاد من ذوي التوحد والتأخر الذهني، من عمر سبع سنوات إلى السابعة عشرة، ضم مائتي عمل فني في لوحات تدويرية من بقايا البلاستيك والورق والأقراص المدمجة، ومنحوتات صلصالية ولوحات للخطوط العربية، ورسومات تنوعت بين التجريدي والطبيعة الصامتة والطبيعة والبورتريه.
افتتح المعرض بالنشيد الوطني، فعرض لفيلم وثائقي عن عمل طلاب المؤسسة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مشاغل الفنون، بعدها كانت كلمة لمدير مؤسسة الهادي اسماعيل الزين قال فيها: “إن معرض الرسم هو محطة إبداعات فنية لذوي الاحتياجات الخاصة أرادتها المؤسسة لتظهر أن الفن ليس حالة انفعالية وشكلية تكتفي بالألوان، بل هو منهاج لإظهار عالم آخر نريد الوصول إليه، فيصبح عندها الفن عملا عقليا”.
واشار الى ان خصوصية الفن ينتمي إلى ذاته ويشير إلى الإنسان لكي يلتقي وإياه ضمن عملية البناء للمستقبل وليس الوصف فقط، وبراءة الأطفال وبساطتها في إبتكار الأشياء من هذا العالم المدهش إستطاعت أن تقنعنا وتشعرنا بالدهشة وتشير لنا عمليا إلى ما نريد بناءه لعالم أفضل في المستقبل.
ولفت الزين إلى أن هذه الدعوة تلتقي مع روح مؤسس المبرات الراحل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي فتح عقولنا على حركة الحوار، وأرادنا أن نتعلم الحوار من الطبيعة، من تغريد العصافير وخرير المياه وحركة الرياح مع الأشجار، والأزهار، والأعشاب، لتكوّن لوحة جميلة وسمفونية هادئة تتحاور دون أن تتجاوز خصوصيات هذه المكونات.
وشكر الزين في ختام كلمته السفير الفرنسي بون على رعايته لهذا المعرض بأريحية وسعادة، داعيا “للتعاون من أجل صنع مستقبل جميل لأطفالنا في هذا العالم”.
بعد ذلك، تحدث ممثل سفير فرنسا دنيس لوش عن “سعادته وسعادة السفير لرعايته هذا المعرض لفنون الأطفال، وأسفه لعدم حضور السفير الشخصي بسبب طارئ هام لديه، مبديا إعجابه “لما صنعته أيدي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها المحافظة على الطبيعة والبيئة لصنع مستقبل آمن”، معتبرا أن “تدمير الطبيعة هو تدمير للانسان”، شاكرا العاملين والقائمين على مؤسسة الهادي، وعلى الدعوة لرعاية المعرض”، مبديا “استعداده للتعاون لما فيه مصلحة الطفولة”.
وفي ختام الحفل، قدم المدير العام لجمعية المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله لممثل السفير الفرنسي لوحة فنية من صنع الأطفال حول “الأمومة في المجتمع الشرقي”، ليجول الحضور بعدها في المعرض، مستعرضا الأعمال الفنية للطلاب.
الجدير ذكره أن المعرض سوف يستمر في استقبال تلامذة المدارس من مختلف المناطق اللبنانية، اليوم وغدا في 8 و9 آذار.