منذ انطلاقتها عام ۱۹۷۸، ارتكزت جمعية المبرّات الخيرية، على فكر مؤسسها سماحة العلامة المرجع «السيد محمد حسين فضل الله» في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع وخدمة الناس، ولذلك فقد عمدت الى إنشاء المؤسسات التي تعنى بكل الأجيال، وتغطي جميع مراحل حياة الفرد والمجتمع، وخصوصا الشباب.
ومن هنا كان الاهتمام بتنميتهم على كافة المستويات ومن ضمنها التربية الرياضية، التي تتيح لأجيالنا أن تعبر عن نفسها، وتفجر طاقاتها بطريقة حضارية، على أساس الروح الرياضية والتنافس الشريف، وتبعدهم عن الفساد والموبقات المنتشرة في المجتمع.
وجاءت انطلاقة نادي المبرّة الرياضي، من رحم مبرّة الإمام الخوئي، أولى مؤسسات الجمعية والتي ضمت الأيتام الذين تقوم الجمعية برعايتهم على كافة الصعد والمستويات، حيث شكل النادي المجال الذي يتيح لأيتام وابناء المبرات، ممارسة النشاطات الرياضية التي تنمى اجسادهم وتستثمر طاقاتهم، مرتكزين على توجيهات المرجع السید فضل الله (رض) لأبناء النادي «إن جمعية المبرات الخيرية انطلقت من أجل رفع مستوى العقل والروح والحركة والإرادة القوية التي تجعل الإنسان صاحب شخصية قوية.. أريدكم أن تكونوا رياضيين بالروح والفكر، كما أنتم رياضيون بالفن والحركة».
كانت الانطلاقة الرسمية لنادي المبرة الرياضي في عام ۱۹۸۷ حيث انضم النادي إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وبدأ خوض المباريات الرسمية، معتمدا على أبنائه الذين استطاعوا أن يرتفعوا به من الدرجات الدنيا، وصولا الى مصاف أندية الدرجة الأولى في موسم 2002-2003.
وقد شكل النادي طوال مسيرته، خزانًا للمواهب من خلال مدارس المبرّات التي تنتشر في كل أنحاء لبنان ويتخرج منها سنويا مواهب مميزة, رفدت المنتخبات الوطنية بلاعبين أكفاء.
استطاع نادي المبرة على مدة أكثر من عشرة مواسم أن يثبت نفسه رقمًا صعبًا في الكرة اللبنانية وتوج ذلك بحصوله على اللقب الرسمي الأول في تاريخه، وهو كأس لبنان عام 2008، ثم وصيف الكأس عام ۲۰۰۹، كما وصل إلى مراتب متقدمة في بطولة الدوري حيث شارك عدة مرات ضمن بطولة النخبة التي تجمع الأندية ذات النتائج المتقدمة في البطولة وكان لنادي المبڑة مشاركة خارجية مهمة، حيث استطاع تمثيل لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي عام 2009 وحقق نتائج مشرفة، كان أبرزها فوزه على أربيل بطل العراق وعلى العربي الكويتي بطل الكويت.
ويخوض الفريق حاليًا منافسات الدرجة الثانية، حيث يطمح إلى تأكيد حضوره، وتطوير مشروعه الرياضي على كافة المستويات، ويرتكز في ذلك على بناء قاعدة صلبة من أبناء المبرّات، وتطوير فرق الفئات العمرية، وإنشاء الأكاديمية الرياضية التي تضم ألعابا متعددة وتفتح أبوابها للفتية والفتيات، وتنشر فروعها في عدد من المناطق اللبنانية.
يسعى النادي لتطوير منشآته الرياضية، وتفعيل التواصل الرياضي مع مختلف الأندية والجمعيات والاتحادات في الألعاب المختلفة، كل ذلك بدعم معنوي كبير من جمعية المبڑّات الخيرية، كما يسعى للتطور والارتقاء ليكون في نطاق المؤسسات الرياضية المهمة في لبنان، مرتكزاً على توجيهات رئيس الجمعية سماحة العلّامة السيد علي فضل الله لأبناء النادي “نريد لكم أن تكونوا دعاة محبة ووحدة وأن تواصلوا العمل للنجاح لأنكم تمتلون مدرسة أخلاقية وتربوية ودينية وإنسانية.”