اعتبر سماحة العلامة السيد علي فضل الله في كلمة له في اليوم التربوي التي تنظمه مدرسة المجتبى(ع) في حي السلم في الضاحية الجنوبية ان تصدينا لمهنة التعليم يحملنا مسؤولية شرعية وأخلاقية كبيرة لأنها تتصل برسالة الأنبياء والرسل في محاربة الجهل والانحراف وفي النهوض بالمجتمعات نحو الأفضل، مشيرا الى أن التحديات والمعوقات التي تواجه هذه المسيرة كثيرة داعيا إلى التسلح بالصبر والثبات حتى نستطيع تحقيق أهدافنا السامية وأن نتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر.
وأضاف سماحته: مسؤوليتنا ان نكون مميزين في أي موقع نعمل فيه مشيراً إلى أن لا تميز حقيقي إلا من خلال تعزيز الشعور بأهمية هذا العمل الرسالي الذي نقوم به، وهو ما يتطلب اغناء عقولنا بكل ما هو جديد وفاعل من الفكر الإنساني، وشحن أنفسنا بكل المعاني والقيم الإنسانية التي تساعدنا على تطوير مهاراتنا وقدراتنا المهنية والتعليمية والتربوية مؤكدا على ضرورة تكامل الجهود بين مختلف المؤسسات للاستفادة من التجارب واغناء بعضها البعض.
وشدد سماحته على ان الغاية من انشاء هذه المؤسسات التعليمية والتربوية ليس الربح بل السعي إلى بناء جيل رسالي قادر على مواجهة التحديات التي يعاني منها الوطن، وبناء الشروط المثلى لحياة أفضل، وليس من سبيل للوصول إلى هذا الهدف إلا إذا عملنا على تحصين أبنائنا بالقيم والمفاهيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية والوطنية وزرع الصبر والثبات في نفوسهم حتى يستطيعوا أن يبلغوا النتائج المأمولة…
وتوجه سماحته إلى المعلمين والمعلمات قائلا: نحن نراهن على وعيكم وإيمانكم وعلى قدراتكم في التعامل مع كل الظروف والتوترات التي ترافق العملية التعليمية ابتداء من طريقة التعامل مع الطلاب على قاعدة اعتماد الأسلوب الأحسن والأنجح في إيصال الفكرة على المستوى العلمي أو في بناء الأخلاق وتقويم السلوك على المستوى التربوي مع الأخذ في لاعتبار هذه المرحلة التي تضج بالتوتر والانفعالات، وهكذا يجب ان نجيد التعامل مع الأهل في مواكبتهم لأبنائهم واشراكهم على قدر وسعهم في عملية التربية والتعليم.
وقدر سماحته تضحيات ومعاناة الهيئة التعليمية والإدارية وكل الذين يقومون بأدوارهم في هذه المؤسسات على أكمل وجه رغم ما يعانيه هذا الوطن، فأنتم استطعتم ان تشكلوا نموذجا وقدوة في هذا المجتمع على كل المستويات وقد عكستم الصورة الحقيقية لهذه المؤسسات التي آلت على نفسها بناء الإنسان على الصعيد العلمي والتربوي أو على الصعيد الديني حيث التركيز على المضمون الروحي والأخلاقي والإنساني من دون الاستغراق في شكليات الدين التي تفرغه من روحه.
وأشار سماحته إلى اننا في هذه المؤسسات نعمل بروح الانفتاح والتواصل والتلاقي مع الجميع بعيدا عن أي اعتبارات مذهبية وطائفية وحزبية حتى نستطيع النهوض بهذا البلد داعيا القوى السياسية إلى التنازل عن حساباتها الخاصة والفئوية والتفكير بمصلحة هذا الوطن وإنسانه وعدم الارتهان للخارج او انتظار كلمة السر.
وختم سماحته بالدعوة إلى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل تحديا لأي طرف وقادراً على التعاون مع الأفرقاء الأساسيين لمعالجة أزمات البلاد وانتشالها من هذا الانهيار الذي وصلت إليه.