Site icon جمعية المبرّات الخيرية

جولة أوروبية للعلّامة فضل الله: لضرورة أن نقدم صورة مشرقة عن ديننا

قام رئيس جمعية المبرّات الخيرية العلاّمة السيد علي فضل الله بجولة أوروبية شملت كل من النروج والدانمارك وألمانيا، بدأها من النروج حيث شارك في الاحتفال الحاشد الذي أقيم بمناسبة مرور عشر سنوات على افتتاح مسجد التوحيد في العاصمة النروجية أوسلو.

 وكانت كلمة للعلّامة فضل الله في المناسبة أكد فيها على أهمية “المساجد في بلاد الغرب والدور الكبير الذي تلعبه”، معتبرا أن “مسجد التوحيد في أوسلو قد قام على مدى السنوات العشر بدور فاعل في بناء جسور التواصل والانفتاح والحوار والعمل على نشر الوعي والمحبة في صفوف الناس”.

وفي اليوم التالي التقى فضل الله وفداً من “مجمع علماء الشينغن” في مسجد التوحيد، مقدراّ “الجهود التي يبذلونها والدور الكبير الذي يقوم به المبلّغون والدعاة في بلاد الغرب”، ومشيراً إلى “الصعوبات التي باتوا يواجهونها من خلال المتغيرات التي طرأت على المفاهيم والقيم، الأمر الذي أصبح يحتاج معه الدعاة إلى اجتراح الأساليب الجديدة التي من شأنها أن تجذب الناس وخصوصا جيل الشباب نحو الحضور والتواجد في المساجد والمراكز الإسلامية للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية”.

كما زار سماحته مركز المصطفى في جنوب النرويج، حيث لفت من هناك إلى “أهمية المراكز الإسلامية في الغرب في تذكير الناس بالله وتعريفهم بدينهم الذي جاء رحمة للعالمين، والدعوة للالتزام بالقيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وطلب المعرفة والحكمة إلى أبعد الحدود”. وقال:”من هنا تأتي أهمية التواجد والحضور في هذه المراكز الأمر الذي يعزز العلاقة بالله من خلال الجانب الروحي، وبالعلم لإغناء فكرنا، والرحمة والتسامح لتعزيز العلاقات بين مكونات المجتمع الذي نعيش فيه.”

إلى ذلك زار العلاّمة فضل الله الدانمارك، وكانت له كلمة في مركز الثقلين في مدينة أودنسه أشار فيها  إلى “ضرورة أن نقدّم في هذه البلاد صورة مشرقة عن الدين”، مؤكدا على “القيم الأخلاقية التي ينبغي أن تشكل الثمرة الطبيعية لما نقوم به من عبادات، والصورة التي نطلّ بها على المجتمعات التي نعيش فيها والتي منها الالتزام بحفظ النظام العام في هذه البلاد، لنكون دعاة صامتين من خلال سلوكنا.”

بعد الدنمارك توجّه العلّامة فضل الله إلى ألمانيا، فزار مقرّ السفارة اللبنانية في برلين حيث كان في استقباله سفير لبنان في المانيا مصطفى أديب الذي تداول معه في عدد من القضايا التي تخصّ الجالية اللبنانية والعربية والإسلامية في المانيا. وأشاد سماحته “بالدور الإيجابي الذي يقوم به سعادة السفير ولاسيما في تعزيز التواصل والعلاقة بين أبناء الجالية اللبنانية وانفتاحهم على الجاليات الأخرى”.

كما عقد لقاءاً موسعا مع العاملين في جمعية المبرّات الخيرية في برلين، معرباً “عن تقديره لجهودهم وإخلاصهم ورساليتهم في عملهم بالرغم من الصعوبات والعوائق التي يواجهونها”. وأشار إلى “الإنجازات التي تحققت خلال فتره زمنيه قصيره”، آملا “الاستمرار في مسيرة تطوير هذا العمل المبارك للبلوغ به إلى النموذج الذي ننشده”.

وشدد سماحته على “أن المسؤولية كبيره وكذلك الأعباء، سواء كان ذلك على صعيد الحفاظ على توفير الحاجات التي تؤمّن للأيتام الحياة اللائقة أم على مستوى ذوي الحاجات الخاصة أو المسنّين، وغيرهم من الفئات الفقيرة التي تحتاج إلى مساعدة، حيث أن كل الخدمات التي تقدّم لهؤلاء إنما تتم بفضل دعم الناس وبفضل تواصلكم معهم”.

أضاف: “لقد راهن البعض على أن  تقفل مؤسسات المرجع فضل الله أبوابها بعد وفاته، وها قد مرّ 13عاماً وما زلنا معكم نعمل بكل جهد ودون ملل من أجل خدمة الناس، وذلك بفضل الأوفياء لهذا الخط الذي أسسه سماحة المرجع فكراً ونهجاً وعملاً والذي لم يتوقف عن العطاء الفكري والفقهي والجهادي والاجتماعي وتقديم التضحيات في مواجهة كل الوان التخلف  والجهل والغلو والاحتلال والهيمنة”.

إلى ذلك تفقّد السيد فضل الله مركز أنصار الإمام الحسين في مدينة هلدسهايم الألمانية، مباركا الجهود التي يبذلها المسؤولون عن المركز، وداعياً إلى “المحافظة على الأجواء العبادية والروحية التي تبني الإنسان الأخلاقي والنافع لمجتمعه وبلاده وأن نخرج هذه العبادات من الشكليات لنعيش مضامينها الإنسانية والروحية التي بها نواجه التحديات”

ولفت سماحته إلى “ضرورة الانفتاح على الآخر من خلال الحوار والجدال بالتي هي أحسن”. وقال: ” نحن لا نعادي الآخر الذي نختلف معه بل نحترم الاختلاف من خلال الإسلام الذي دعانا إلى التواصل والتركيز على المشتركات كما قال تعالى: “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”

وفي العاصمة برلين ألقى سماحتهُ محاضرة في مركز الإمامين الحسنين جاء فيها: “ينبغي الحرص على المشاركة في قضايا هذا البلد العامة لا أن نعتبر وجودنا فيه وجودا طارئًا، ومن خلال المراكز التي نتواجد في إحداها الآن نستطيع أن نعبّر عن قيمنا وأن نطلق ما نفكر به إلى كل الذين يعيشون معنا”.

وأوضح “أن قيمنا تشدد على احترام الإنسان وحقه  في الكرامة والحرية والعدالة، وعلى حقوق الشعوب في تقرير مصيرها”، مضيفا:” أن الأخلاق الإيمانية هي أخلاق إنسانية مشتركة بالعمق وإن اختلفنا حول بعض المفردات الأخلاقية التي تتعارض مع القيم السائدة فإن هذا الخلاف هو نفسه قائم بين أبناء الحضارة الغربية نفسها”.

الجديرذِكرهُ  أن العلّامة فضل الله كان قد  التقى جمعيات مدنية ألمانية تحت مظلة “برلينر بلاتفورم” أشارفيه إلى “أننا من دعاة الحوار الدائم الذي ينبغي أن يكون القاعدة التي ننطلق منها في بحث القضايا والمشكلات، والتوصل إلى نظرات مشتركة أو إزالة سوء الفهم اتجاهها”، مشددا على “اعتبار الإنسان هو القيمة العليا في هذا الوجود، لذا فإن كل الذين يرفضون الآخر ويسيئون إليه من دعاة العنصرية والتطرف الوطني والتعصب القومي، إنما يسيؤون إلى الدين وقيمه وإلى الإنسانية ومبادئها وإلى كل المعتقدات التي نؤمن بها”.

وختم:” من نختلف معه يجب أن لا نأخذ موقف العداء منه، بل نسعى للمعالجة بالحوار، لأن ما ننشده في رسالتنا هو السلام للعالم، السلام ليس فقط مع الإنسانية بل السلام مع كل مخلوقات الله “.

Exit mobile version