كرّمت مدارس المبرّات ومعاهدها المهنية طلابها الناجحين في الشهادات الرسمية، بحضور فعاليات تربوية واجتماعية، وأهالي الطلاب.
وألقى مدير عام جمعية المبرّات الخيرية الدكتورمحمد باقر فضل الله كلمة في الاحتفالات التي أقيمت جاء فيها: “تعوّدت مؤسسات المبرّات أن تكبر مع أهلها، وتمشي مع أحبتها وتلامذتها وأساتذتها وكل هذا الرعيل، نحو السموّ وتحقيق الأهداف العليا التي رسمتها لنفسها، والتي أراد مؤسسها للجميع أن لا يتوقفوا عند علامات النجاح الأولى بل أن يطلبوا التفوق على امتداد المسيرة، لأننا دخلنا في المراحل التي تنتقي فيها المجتمعات والدول عناصر التفوق، وتبحث فيها الإدارات الكبرى عن أولئك الذين يحملون البصمة المميزة التي ترتقي بهم وترفع إسم بلادهم بين الأمم والدول في دورة الحياة”.
وأضاف: “النجاح لا يكتمل إلا بالاستمرارية والطموح وصعود السلم تدريجيا دون شعور باليأس والقنوط حتى وإن كانت ظروفنا صعبة، لأننا نطمح أن نكون الأنموذج الذي ينقل نجاحاته إلى كل الآفاق ويترك بصمته في زوايا هذا الوطن المتعب والمرهق إلى أبعد الحدود”.
وخاطب الطلاب قائلاً: ” إنّ الجديّة في العمل وحب العمل أمران ضروريان، وإنّ حب الدرس هو ميزة رائعة، والمثابرة خصلة يستطيع كل منّا أن يوظّفها ويستفيد منها، وكلما زادت المثابرة زاد التركيز على بلوغ الهدف، فالمثابرة تكمن من خلال المحاولة والخطأ، من اكتشاف المواهب والمهارات وتنمية الروح الابتكارية، فالذين ينسحبون مع أول عقبة لن يتمكّنوا أبداً من تنمية روح الابتكار. ومن عوامل النجاح المستقبلية الانضباط الذاتي، خاصة أن المرحلة القادمة هي مرحلة الانتقال من مقاعد الدراسة المنتظمة إلى مقاعد الدراسة الحرّة والمفتوحة في الجامعة”.
وتابع: “عليكم إذا أردتم النجاح أيها الأحبة أن تملأوا أنفسكم بالإيمان والأمل والحب وأن تعيشوا بلا غضب أو طمع أو حسد وعندما تستقر هذه المفاهيم في عقولكم فهي سوف تحدد نظرتكم للحياة، والنظرة للحياة تحدد أفعالكم، والأفعال سوف تحدد النتائج. وعندما تغذّون عقولكم بالأفكار السليمة فستظهر هذه الأشياء وتجعلكم قادرين على التغلب على المحن والتخلص من الآثار السلبية للغضب والطمع والحسد”.
وتوجّه إلى الأهالي بالقول: “نقدّر ونثمّن عالياً ثقتكم وتفاعلكم الإيجابي، وأنتم تعيشون اليوم فرح ونجاحات فلذات الأكباد وما زلتم تعيشون هموم حاضرهم ومستقبلهم، فإننا ننوّه بدوركم ومساهمتكم الفعّالة في تحقق النتائج المميزة، وإننا نقدّر تعاونكم الإيجابي مع إدارات المدارس، هذه العلاقة التفاعلية التي تصب في نهاية المطاف في مصلحة أبنائنا الأعزاء الذين هم غايتنا جميعاً”.
وختم: “التجربة الصعبة التي نقطعها معاً في هذه السنين العجاف لن تستمر ولن تبقى على هذه الحال، هذه سُنَّة الله في خلقه، وهذه آلاف التجارب أمامنا، والمطلوب هو الاستثمار في كل هذا الجهد الذي أينع، تجربة كبيرة صاغتها عقولكم وقلوبكم وذرفتم فيها دموع الفرح أمام كل هذه النجاحات وربما دموع الحزن أمام كل هذه الآلام، ولكنكم أهل الخير وصنَّاع مستقبل الأجيال، وأنتم الذين سلكتم وتسلكون طريق العزة الذي رسمه المرجع المؤسس الذي كانت تجاربه ملهمة للمجتمع كله، في أن نقطف النجاح من قلب الآلام، وأن نصوغ الحب في قلب المعاناة، وأن نسير في طريق الأمل من خلال العطاء والعمل”.