أقامت جمعية المبرات الخيرية اللقاء السنوي الثالث الخاص بالعاملين في مؤسساتها، في حارة حريك. وقد تخلل اللقاء كلمة لرئيس الجمعية العلامة السيد علي فضل الله، استهلها بتهنئة العاملين في هذه المؤسسات بمناسبة عيد الغدير، معتبرا “ان هذا العيد يشعرنا بالمسؤولية والدور الكبير الذي ينبغي أن نقوم به لنتمثل فعلا والتزاما بولاية أمير المؤمنين”.
أضاف:”هذا الالتزام لا يحمل أي بعد مذهبي أو تعصبي ضد الآخرين، لأن عليا كان رائدا للوحدة الإسلامية والإنسانية”. وقال: “لقد شكَل الإمام علي عنوانا من عناوين القدوة بعد رسول الله، نتعلَم منه أن نلتزم بالحق والعدل مع الناس في أيِ موقع تواجدنا فيه، فالالتزام بولاية علي لا يكون بالشعارات، بل بأن نعدل مع القريب والبعيد ومع الصديق والعدو”.
وتابع: “مسؤوليتنا جميعا أن نحفظ هذه المؤسسات بسدِ ثغراتها ونقاط ضعفها، إن وجدت، لا التستر عليها، والنهوض بها لتؤدي دورها في بناء المجتمع وتطويره وخدمة إنسانه”، مشيرا إلى أن هذه المؤسَسات لم توجد لتكون إرثا شخصيا أو عائليا أو لحساب موقع سياسي أو غير ذلك، ولا لتكون في مواجهة المؤسسات الأخرى، بل بهدف التعاون فيما بينها”.
وأكد “أننا عملنا وسنبقى نعمل على مؤسسات شفافة وبعيدة كل البعد عن الاستئثار والمحسوبيات والفساد، وهذا ما نريده أن يكون طابع هذا الوطن”.
وختم: “نسأل الذي يعملون على تضخيم الأخطاء في هذه المؤسسات من خلال إطلاق الإشاعات الكاذبة وغير الصحيحة: لمصلحة من تدمير هذه المؤسسات التي هدفها تطوير هذا المجتمع وخدمة ناسه؟”.
بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي عن العاملين في المبرات، وفقرات فنية، فحوار مفتوح بين المدير العام الدكتور محمد باقر فضل الله والعاملين، شدد فيه على أهمية هذا اللقاء الذي أمل أن يتكرر في السنوات المقبلة، وقال: “تلتقي أسرة المبرات هذا العام على اختلاف تنوعاتها في ظلال بلوغ الأربعين عام، والشعار هو “لخير الإنسان والحياة”، لو تأملنا فيه وعدنا إلى الوراء قليلا لرأينا أين كانت وأين أصبحت هذه المؤسسات”.
أضاف: “أربعون عاما من الإنجازات الكبرى ومن العطاءات التي كان لكل واحد منكم مساهمة في لبنة من لبنات هذا البناء المترامي الأطراف على جنبات الوطن وفي قلبه”.
وقال: “كانت المؤسسات قبل الأربعين عاما، أراض جرداء قاحلة، انظروا الآن إلى الأحياء السكنية والمؤسسات، أصبحت تنبض بالحياة والحيوية، وفقا لحيوية الأرض واخضرارها وحيوية الإنسان الذي يدرج في جنباتها، والحيوية الإيمانية الروحية حين يذكر الله ويعرف ويسبح في قلبها وزواياها”.
وتابع: “كبرت المبرات وكبرتم معها، وها أنتم تساهمون في تطورها وتقدمها من خلال التطور الذاتي وإقامة الدورات، وتنمية القدرات. ولم تصل المبرات إلى ما وصلت إليه إلا من خلال التطوير المستمر”.
وأكد الدكتور فضل الله على ضرورة الالتزام بالأنظمة والتقيد بنظام الجودة وكتابة الآليات، مما يسمح بالديمومة مهما تغير الأشخاص، مشددا على أهمية الانتماء إلى الجمعية وتأثيره على إنتاجية الأفراد.