أقامت جمعية “المبرات” الخيرية، سلسلة إحتفالات، لمناسبة عيد المعلم في مؤسساتها التربوية والرعائية في مختلف المناطق اللبنانية.
وللمناسبة، وجه المدير العام للجمعية الدكتور محمد باقر فضل الله رسالة للمعلمين في “المبرات”، حيا فيها جهودهم التي “أبقت المؤسسات تتجدد حيوية ونشاطا وإشراقات أمل للتلامذة، وانفتاحا لعقولهم”.
وقال: “أربعة عقود هي عمر المبرات في خدمة الإنسان والحياة، وأنت أيها المعلم، ما مللت نفسا ولا كللت جسدا، ولا ضعفت قدرة، بل زادك الصبر إرادة والألم مناعة والإيمان صلابة في مواجهة التحديات الجمة القاسية”.
ودعا إلى “مراجعة دائمة لمسيرة التربية والتعليم”، وقال: “يعيش المعلم الناجح المراجعة في حساب النفس: تراني سلبت متعلما حقه من الاستفادة؟ صممت عن نداء حاجته وصراخ رغبته بالفهم؟ ترى كلماتي كانت ميتة أم ملأى بالحياة والحب؟ تراني قتلت نفسا بصراخي وتوبيخي أو باستهزائي؟ أم أحييتها ببسمة ونظرة عطوفة وكلمة حانية ويد تربت على كتف لا سند له”.
ورأى أن “المقياس لأي مجتمع ليس تقدمه التكنولوجي أو مستواه المادي، ولكن القيم التي يحملها والشخصية التي يمثلها، إنها مهمة ذات تحد فهل نحن لها، هل نتواضع لحاجات تلامذتنا في التربية والتعليم، وحاجاتهم تحتاج إلى تواضع يحترم الكرامة الإنسانية ويشجع على الإبداع والنقد، ويعمق المساواة ويدعم الثقة بأنفس التلامذة ومواهبهم”.
وشدد على ضرورة “سعي التعليم إلى تنمية استثارة الخيال عند التلامذة، وعدم الاكتفاء بالإدراك الحسي”، مشيرا إلى أن “التطور العلمي في عصرنا هو وليد الخيال العلمي، والإبداع الأدبي، وهو صنيعة المخيلة التي ترقى عن جمود الحس إلى أفق التجريد والسفر في عالم غير مرئي يتجاوز الزمان والمكان المحدودين”.
ولفت إلى أهمية “تقديم محتوى واضح في التربية والرعاية والإدارة، في المقدمات والوسائل، وترك المجال للذات المنفعلة أن تنتقل إلى مرحلة الفعالية الناشطة بحيث تتصرف استنتاجا وتنبؤا على قدر ذوقها وتحليلها، وهنا لا تعود مؤسساتنا بأفرادها معلبة منمذجة بل يصير كل منها وكل فرد من أفرادها عالما متمايزا في عطائه وفهمه”.