في العام 1984، استشهد والد شادي صبح، فتيتم الطفل وهو في الرابعة من عمره، وحُرم من دفء والده وحنان والدته التي اضطرت أن تبقى في البقاع الغربي، لكن سرعان ما وجد شادي أمامه «جمعية المبرات الخيرية»، التي تبنته واحتضنته في إحدى مبراتها: «الإمام الخوئي».
هنا، تعلّم الطفل شادي صبح، وكبر وتخرّج من المرحلة الجامعية بفضل رعاية الجمعية، ليشغل اليوم منصب رئيس «دائرة المدارس في صندوق التعويضات لأفراد الهيئة العلمية» في المدارس الخاصة. اليوم يبلغ شادي من العمر 34 عاماً، وهو متزوج ولديه طفلان. لم يشعر «باليتم للحظة واحدة، بل لطالما كان مؤسس الجمعية العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله الاب الروحي لي». شادي واحد من بين آلاف الأيتام الذين دخلوا الجمعية أطفالاً، وتخرجوا منها شباباً قادرين على بناء مستقبل وعائلة. وللسنة الخامسة على التوالي، تحتفل «المبرات» بحلول شهر رمضان في ظل غياب مؤسسها الراحل، بعنوان «معاً نكمل مسيرة الخير والمحبة». وبالتعاون مع وزارة الاتصالات، أطلقت الجمعية حملة تبرعات من خلال ارسال دولار واحد على الرقم 1107. يقول مدير دائرة الاعلام في الجمعية فاروق، إن «مؤسسات المبرات هي نموذج لحفظ كرامة الانسان وتعليمه وتثقيفه والأخذ بيده نحو المستقبل، وترجمت تطلعات السيد فضل الله من خلال تطوير بناها الهيكلية، لتصبح أكثر ارتباطاً بالأهداف التي قامت لأجلها». ويشير رزق إلى أن «الجمعية أنشأت المجالس المتخصصة، التي من شأنها التركيز على تنسيق الجهود والرؤية، وتطوير الأنظمة والقوانين، وتعزيز التكامل بين مجالات عمل الجمعيّة، والربط بين الأهداف والمشاريع والبرامج لتحقيق المشروع التنموي الكبير».
ويعدد رزق أبرز الانجازات التي نفذتها الجمعية خلال مسيرتها الانسانية، مشيراً إلى «الدمج التربوي الذي سعت المبرات من خلاله الى أن تؤكّد مفهوم الترحيب، »، لافتاً الى أنها «تحتضن اليوم 840 تلميذاً مدمجاً من ذوي الصعوبات التعلّمية في مؤسساتها الأكاديمية والمهنية»