Site icon جمعية المبرّات الخيرية

المبرّات كرّمت 430 متخرجاً جامعياً فضل الله: لنبذ العصبيات الطائفية

في احتفال تكريم ٤٣٠ جامعيا من متخرجي جمعية المبرات 
فضل الله: نعمل على بناء جيل لا يعرف الاقصاء أو تكفير الآخر
 
كرّمت جمعية متخرجي المبرات 430 متخرجا جامعيا، في احتفال اقيم برعاية العلامة السيد علي فضل الله، في قاعة قصر الأونيسكو في بيروت، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وتربوية. 
والقى الدكتور مصطفى حيدري كلمة المتخرجين وقال: جمعية المبرات لم تكن محطة عابرة في حياتي ولن تكون، فيها تنشقت عبير الإيمان، ومعنى أن أكون انسانا نافعا لأسرتي ومجتمعي ووطني، مضحيا، معطاء، أنظر من حولي بعين الحب والرحمة. وفيها تعلمت كيف احترم عقل الآخر وتجربته في الحياة، وتيقنت وأنا في خضم تجربتي المتواضعة من عمق دعوة سماحته إلى أن حوار العقول يغني ويثمر ويوطد أواصر المحبة التي تبني النفوس وتؤسس لإشراقة الحياة. 
اضاف: المبرات صقلت روحي وجعلتني أعي معنى ان اكون ملتزما بإنسانيتي واعيا لمسؤوليتي تجاه نفسي وتجاه الآخر، وهذا ما جعل الآخر يدرك أهمية رسالة المبرات ومؤسساتها في التربية والتعليم. 
الموسوي 
ثم تحدث رئيس جمعية المتخرجين أحمد الموسوي وقال: نحتفي معكم اليوم ب 430 متخرجا مجازا في كافة الإختصاصات، وهي الدفعة الثالثة التي تكرمها الجمعية، وهم كلهم تربوا في كنف جمعية المبرات الخيرية قبل البدء في رحلة الدراسات العليا في جامعات مختلفة وخوض غمار العمل في ما بعد. وأصبح اليوم في كنف جمعية متخرجي المبرات 3100 متخرج منتسب. 
أضاف: من أهم ما تهدف اليه جمعية متخرجي المبرات هو تعزيز التواصل مع خريجيها والإستفادة من خبراتهم العلمية او تأمين فرص العمل لهم، وقد استطاعت تأمين 255 فرصة عمل داخل مؤسسات المبرات بالإضافة الى تأمين شبكة علاقة مع جمعيات ومؤسسات لتأمين فرص عمل لهؤلاء المتخرجين. وقد نجحت الجمعية بدور كبير في تطوير هذه العملية. 
خوري 
ثم كانت شهادة لأمين اللقاء الإسلامي – المسيحي ناجي خوري حول السيدة مريم ورئيس إتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية في لبنان وقال: ان ما يجمع بيننا اقوى بكثير مما قد يفرق. لقد اثبتت الأحداث الأخيرة، اننا أحوج ما يكون إلى مزيد من الالتفاف حول بعضنا، ونبذ التفرقة والأحقاد. فثمة فرق كبير بين ثقافاتنا المشرقية المنفتحة، وتلك الثقافات الآتية إلينا من البعيد البعيد. نحن أبناء النور، وأبناء الكتب السماوية، لنا نبع واحد ومصب واحد. أما اولئك الذين حملتهم الينا رياح الكفر والتجديف فلا رب لهم ولا دين. 
وأضاف: إن ثقافتنا، ثقافة البناء، بناء الإنسان الحر، الإنسان القيمة الكبرى، وثقافتهم ثقافة الهدم والنحر والتكفير. ولا يظنن أحد أن حاملي لواء القتل والإرهاب هم المقاتلون السفاحون الخارجون عن الحق فحسب. فالإرهاب الفكري والنفسي والثقافي والديني والإجتماعي والسياسي اصبح كالطحلب النامي حولنا في كل مكان، يهدد كياننا ويضرب مبادئنا المشتركة التي نشأنا عليها جميعا في هذا الوطن. 
فضل الله 
بدوره قال فضل الله: لقد كان الهدف واضحا من بناء مؤسسات المبرات، وهو بناء جيل يملك القوة، قوة العلم، ولكنه ليس أي علم، بل العلم المتسلح بالإيمان. وقال: إننا نسعى إلى بناء جيل لا يعرف الإقصاء والانغلاق، أو تكفير الآخر، جيل يرى القواسم المشتركة في علاقته بالآخرين، ومع الأديان والمذاهب، وفي داخل الوطن، جيل يرى أن الاختلاف والتنوع طابع الحياة، وأنه غنى وثروة، إن أحسن التعامل معه. جيل يشعر بالمسؤولية في جعل هذا الوطن أنموذجا وقدوة في قدرة الأديان على أن تتعايش وتتلاقى وتتواصل. 
وخاطب المتخرجين بالقول: وطنكم يحتاج إليكم لوقايته من الرياح العاتية التي تهب عليه، رياح العصبيات الطائفية والمذهبية والإلغاء والإقصاء، التي نمت وتنمو بفعل الجهل والتخلف، وعدم وعي الدين على أصالته وحقيقته، دين الرحمة والمحبة ومد الجسور مع الآخرين. لذا دوركم أيها الشَّباب، أن تزيلوا ما علق في أذهان البعض، ممن يعتبر أن إخلاصه لدينه يكون بتقوقعه على داخله، وبانغلاقه على ذاته وعلى الآخرين، بحيث يكون همه هو الإخلاص لخصوصيته. 
وأضاف: من حق وطنكم ودينكم عليكم أن تتابعوا مسيرة العلم والتطور، في عالم ينبذ الركود، فمن يقف يتجاوزه الزمن. أما حقكم على هذا الوطن، فأن يفتح لكم الأبواب لتعبروا منها نحو الآفاق الواسعة، لتحقيق طموحاتكم. فلا يخضعكم للحسابات التي اعتدناها في النظام الوظيفي القائم على أساس المذهب والطائفة والجهة السياسية التي ينتمي إليها الطالب للوظيفة أو تجعلكم الدولة بسياسييها تتسكعون على أبواب هذا الزعيم أو ذاك. 
ودعا الدولة إلى الخروج من الارتجال إلى التخطيط على مستوى نوعية الجامعات، للنهوض بالتعليم الجامعي، وعلى مستوى نوعيَّة الاختصاصات. فالمجالات مفتوحة، وبكثرة، للاختصاصات الأدبية والإنسانية والحقوق والعلوم السياسية، فيما المجالات تبقى محدودة وغير متاحة للجميع في الهندسة والطب والعلوم التطبيقية. 
وشدد على ضرورة النهوض بجامعة الفقراء، فلا تدخل في الحسابات السياسيَّة وغير السياسيَّة. ونريدها أن تكون بمنأى عن هذه الحسابات، لأجلها، ولأجل الوطن، ولأجل هذا الجيل ومستقبله، ولأجل الفقراء والأغنياء، نريدها جامعة الجميع. 
Exit mobile version