أقامت “جمعية المبرات الخيرية” احتفالا تأبينيا لروح الطالبة الشهيدة ملاك علي زهوي التي قضت في انفجار حارة حريك، وذلك في قاعة الزهراء في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بمشاركة شخصيات تربوية واجتماعية وثقافية ومعلمي وزملاء الشهيدة في ثانوية الكوثر وأهالي الشهيدة، وزملاء الشهيد علي خضرا من مدارس المصطفى.
عقيل
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، كلمة الجمعية ألقاها مدير دائرة العلاقات والتكفل الأستاذ جعفر عقيل، فقال: “نعود إلى شوارعنا وساحاتنا الضيقة المزدحمة بالقلق والرعب والخوف، الخوف على أنفسنا من أنفسنا التي تزداد حقدا وكراهية يوما بعد يوم. الخوف من الآخر كل الآخر، الآخر الذي يمشي راجلا أو يسير راكبا أو يتأبط محفظة، حتى بتنا لا نبرح منازلنا إلا بوداع”.
أضاف: “أي حياة نحن نعيشها في هذا الزمن الأسود، أي مصير ينتظر هذا البلد… أي شعب هذا الذي يقتل بعضه بعضا. إنه بكل وضوح الحقد الذي يقتل فينا كل يوم أوشاج الأخوة ويذبح فينا المحبة ويدمر فوق رؤوسنا سقوف الوحدة والتلاقي، ليجعل بدلا منها أشلاء من كراهية وركاما من بغضاء. من هذا الذي يحول اجتماعنا إلى فرقه ويجعل منا أرقاما في طوابير الموت والقتل. من هذا الذي يذبح آمالنا وأطفالنا ويستحل حرماتنا بغير حق. ولا لشيء إلا لأن قلوبنا البيضاء لا تشبه قلبه الأسود”.
وأكد أن “أبناء المبرات هم أبناء مدرسة الخير والمحبة والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لقد تعلمنا في هذه المدرسة حب الآخر مهما اختلفنا معه. هكذا تعلمنا وهكذا نعلم أبناءنا قيم الرسالة ومبادئ الحق والعدل والإحسان في بيوتنا وفي مدارسنا ومعاهدنا، هذا ما تعلمته تلميذتنا الشهيدة والشاهدة ملاك في ثانوية الكوثر التي تنشئ أبناءها على إحترام الآخر وقبول الآخر مهما وكيفما كان هذا الاخر. هذه المدرسة وشقيقاتها من مدارس المبرات ومعاهدها حملت والتزمت فكر رائد الوحدة في العالم الاسلامي السيد فضل الله وداعية الحوار على مستوى العالم كله انطلاقا من تعاليم أجداده الميامين رسول الله وأهل بيته. هكذا نحيا حياتنا وعندما نموت فإننا نرتفع الى حيث أراد الله وإن قتلنا فنعم الشهادة”.
وتخلل الحفل كلمات لوالد الشهيدة ملاك ولمعلمات وزميلاتها في ثانوية الكوثر، واختتم بوثائقي عن الشهيدة أعده زميلاتها في الثانوية.