Site icon جمعية المبرّات الخيرية

المبرات تعمّم “دليل إدارة الأزمات” على مؤسساتها: فرق وخلايا لإخلاء التلامذة والتواصل والدعم النفسي

لا يخفى على أحد أن الأزمة السياسية في لبنان والمنطقة، التي تنعكس على المواطنين وضعاً أمنياً هشاً، تقلق الأهالي الذين باتوا يترقبون الانفجارات ويستعدون لها بما توافر لديهم من “قدرات” وقائية. بازاء هذه الاوضاع “المهتزة”، رفعت بعض المؤسسات التربوية جهوزيتها تحسبا لأي طارئ جديد خصوصا في المناطق المستهدفة اخيرا. في هذا الاطار، تلقي”النهار” الضوء على خطة ادارة الازمات التي عمّمتها “جمعية المبرات الخيرية” على مدارسها الـ19 في حديث مع مديرة ثانوية الكوثر رنا اسماعيل.

دليل ادارة الازمات
“التفكير باصدار دليل خاص بادارة الازمات بدأ بعد تجربة تموز 2006″، تؤكد اسماعيل وتشير الى ان “هناك حالات عدة للطوارئ والازمات كنشوب حريق او حدوث هزة ارضية (وهذا ما تعرض له بعض مدارسنا في الجنوب) او حروب وحوادث امنية تستدعي اخلاء المدرسة واحيانا تستدعي تعطيلا قسريا. لذا تم تقسيم الدليل الى عنوانين: الاول هو اخلاء المباني وحرم المؤسسة والثاني التعامل مع التعطيل القسري”.
وتحدثت اسماعيل عن “فريق لادارة الازمات يتألف من مجموعة خلايا هي: خلية التواصل الداخلي والخارجي، خلية الموارد المالية، خلية المعلوماتية، خلية الاخلاء البشري، خلية السلامة العامة (كهرباء، مياه، اطفاء، خدمات…)، خلية الاسعافات الاولية، خلية الدعم والتموين، خلية الامن، خلية الارشيف”.


عملية الاخلاء
وفي الدليل تفاصيل عن تحضير البنية التحتية لعملية الاخلاء على الشكل الاتي: تحديد قاعات ونقاط آمنة لتجمع التلامذة والموظفين، تحديد الممرات والادراج التي يجب استخدامها، وضع لوحات ارشادية تحدد وجهة السير، تأمين انارة مستقلة، تأمين حقائب الاسعافات الاولية ووضعها في بعض مكاتب الناظرات، تأمين مكبّرات للصوت ومطافئ يدوية وحمّالات. واشارت اسماعيل الى “مناورة ميدانية اجريناها بالتعاون والدفاع المدني والهيئة الصحية الاسلامية وفريق الاطفائية، وسنجري مناورة اخرى لن نعلن عنها مسبقا كما فعلنا في الاولى”.

مسؤوليات التلامذة

وفي حالات كهذه، يتم تدريب التلامذة على “التحلي بالهدوء وعدم الارتباك، عدم الركض تفاديا للاصطدام ببقية التلامذة، عدم استخدام المصاعد (في حالة الحريق)، التوجه الى نقاط التجمع من خلال مسالك الخروج ومخارج الطوارئ التي تدربوا عليها سابقا خلال مناورات الاخلاء، عدم العودة الى مكان الحريق مهما كانت الاسباب عند الخروج منه، الالتزام بتعليمات المعلمين والنظّار وفريق ادارة الازمات، ترك حقائبهم في الصفوف لأن الهدف هو سلامتهم قبل كل شيء”.

اما في حال حصول الهزات الارضية “فيجب التوجه الى اماكن مكشوفة غير مسقوفة، الابتعاد من النوافذ والاشياء القابلة للسقوط كالمراوح، النزول الى اسفل الطاولة او المكتب مع تأمين حماية الرأس، عدم التوجه الى الطبقات السفلية…”

التعطيل القسري

وفيما ركزت اسماعيل على اهمية ان “يبقى التواصل مع المدرسة قائما في حالات التعطيل القسري رغم التوتر لتخفيف الصدمة عن التلامذة وبالتالي تسهيل انخراطهم مجددا في عملية التعلم”، اشارت الى “ضرورة اعتماد “منهج الطوارئ” كما حصل مع تلامذة مدارسنا في الهرمل حيث امتد التعطيل القسري نحو شهرين جراء الحوادث، فتم تحديد نقاط قريبة من بيوت التلامذة حيث كان يتم توصيل المواد التعليمية واسترجاعها، او عبر الانترنت لمن يتوافر في بيته. ولا شك في ان تحويل المنهج العادي الى منهج تعليم من بُعد أمر صعب ولكنه يصبّ حتما في مصلحة التلامذة”.

وينص الدليل على انه “في شهر ايلول من كل سنة دراسية، يقوم مسؤول خلية التواصل بالتأكد من وجود ارقام هواتف خليوية لجميع التلامذة، وكذلك تعلم المؤسسة الاهل عبر بيان خطي بارقام الهواتف وآليات التواصل في حال التعطيل القسري. وخلال فترة التعطيل يقوم منسقو المواد التعليمية بوضع برنامج لكل مادة مع تحديد اليوم والتاريخ واسم الصف واسم الدرس والمهمات المطلوبة من التلميذ ويحدد ايضا دور الاهل في كل مهمة مطلوبة من التلميذ(…)”.

الدعم النفسي

وتعلّق اسماعيل اهمية على عمل خلية الدعم النفسي التي من مهماتها تخفيف التوتر ومساعدة التلامذة في الاسترخاء في حال حصول انفجار مثلا، وكذلك تأمين الاسعافات الاولية للذين تنهار اعصابهم في مثل هذه الحالات”. وتحدثت عن تجربة التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية التي ليست بعيدة جغرافيا عن ثانوية الكوثر، وقالت: “ابقينا التلامذة في الصفوف في شكل طبيعي وطلبنا من المعلمين تنفيذ نشاطات استرخاء وتفريغ نفسي، وعندما علمنا ان الجيش فتح الطريق واصبحت الشوارع آمنة سمحنا بخروج التلامذة بعدما عزلناهم عن جو التوتر الخارجي. وفضّلنا عدم المخاطرة بهم”. وكذلك تحدثت بمرارة عن “استشهاد تلميذتنا ملاك زهوي في تفجير حارة حريك والصدمة التي خلّفها رحيلها في نفوس اصدقائها ومعلميها، والدعم النفسي الذي قدمناه للتلامذة عموما ولتلامذة صفها خصوصا لمساعدتهم في تحويل طاقة الانفعال والصدمة والغضب والحزن الى فعل او عمل ايجابي”، مشيرة الى اعتزازها بتلامذتها وردات فعلهم في الاعلام الذي تهافت عليهم بعد استشهاد ملاك “لم تصدر عنهم اي ردة فعل سيئة علما اننا لم نقل لهم شيئا في هذا الخصوص وكنا جميعاً منهمكين بدفنها، ولكنهم تربوا في مناخ سليم بعيدا من الاحتقانات والحقد، نحن دائما نعمل على تعديل الافكار لتعديل المشاعر ونبني فكرا يعرف كيف السبيل الى الخروج من حالات القهر والصدمة. العدو الوحيد الذي يعرفونه هو اسرائيل”.

Exit mobile version