كرّمت ثانوية الرحمة طلابها الناجحين والمتفوقين في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، في احتفال أقامته بعنوان “أوائل رغم التحدي”، برعاية مدير عام جمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله، وحضور فعاليات تربوية اجتماعية من منظقة النبطية، حيث تميّز الحفل بحسن التنظيم وتنوع فقراته التي تضمنت كلمات وفقرات فنية وتكريمات وعروضاً مصوّرة سلطت الضوء على مسيرة الطلاب ونجاحهم.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر المدير العام الدكتور محمد باقر فضل الله عن اعتزازه العميق بما حققته الثانوية من نتائج مشرّفة في عام مليء بالتحديات، وقال: “في ظل ذكرى ولادة النبي محمد (ص)، نستحضر معاني الرحمة والعلم والقيم التي تشكّل جوهر رسالتنا التربوية. وفي هذا العام الصعب، الذي شهد اعتداءً مباشراً على مدينتنا ومدرستنا، نستطيع أن نقول إن النجاح كان ردّنا العملي، فقد حققت ثانوية الرحمة نسبة نجاح 100% لـ92 طالباً وطالبة، وتوّج هذا النجاح بتفوّق الطالبة لين ربيع كركي التي حازت المرتبة الأولى على مستوى لبنان في فرع الاقتصاد والاجتماع.”
وأشار إلى أنه “وراء هذا النجاح الكبير، وقفت إدارة ثانوية الرحمة برؤية واضحة وتخطيط دقيق، حيث أحسنت قيادة المرحلة الصعبة، فعملت على تعويض الفاقد التعليمي، وضمان استمرارية التعليم رغم التحديات. حضور الإدارة ومتابعتها لكل التفاصيل التربوية ساهم في استقرار المدرسة وتحقيق نتائج مشرّفة”.
وأضاف: “رغم الجراح والظروف القاسية التي طالت المعلمين، واصلوا العطاء بإصرار، فكانوا مثالاً للصبر والرسالة، إذ حملوا الألم وواجهوه بالعلم والمعرفة. حضورهم وثباتهم شكّلا مصدر قوة للمؤسسة، وأسهموا في صنع هذا الإنجاز التربوي بكل جدارة”
وفي كلمته للأهل قال: “أيها الأهل الكرام، حضوركم المستمر، وحرصكم على متابعة أبنائكم، وتعاونكم مع الهيئة التعليمية والإدارة، جعل من المدرسة مجتمعاً تربوياً متماسكاً يسير على هدف واحد، ألا وهو مصلحة أبنائنا وتوفير كل سبل النجاح لهم. إن مساهمتكم الفعّالة وتشجيعكم الدائم كانا مصدر القوة التي حملت طلابنا نحو تحقيق نتائج تليق بتطلعاتهم وطموحاتهم، وجعلت من هذا العام الصعب فرصة لإبراز العزيمة والإصرار وبناء الثقة في قدراتهم. فلكم منا كل التقدير والامتنان.”
كما خاطب الطلاب قائلاً: “تمسكوا بعلاقتكم بالله، فهي مصدر النور والسكينة والقوة، واختاروا أصدقاءكم بعناية، فالرفقة الصالحة تصنع الفارق. أنصحكم باختيار جامعتكم بوعي، وبأن تنظموا وقتكم بدقة، فالنجاح لا يأتي صدفة. احذروا من أوهام وسائل التواصل الاجتماعي، فهي قد تُزيّن لكم السراب وتسرق منكم وقتكم وواقعكم. اجعلوها وسيلة للمعرفة لا للتشتت، وامضوا في مسيرتكم بثبات وإيمان.”
وختم كلمته قائلاً: “ما تحقق اليوم ليس نهاية، بل هو بداية جديدة لمسيرة من العطاء. أنتم الأمل الذي يُعوّل عليه الوطن، فاحملوا علمكم، وقيمكم، ووفاءكم، واصنعوا مستقبلكم بتصميم لا يلين. نحن نراهن على وعيكم وقدرتكم على أن تكونوا جزءاً فاعلاً في بناء وطن يليق بطموحاتكم.”
وكانت الطالبة لين ربيع كركي، التي نالت المرتبة الأولى على مستوى لبنان في فرع الاقتصاد والاجتماع، قد ألقت كلمة الخريجين، حيث عبّرت عن فخرها بالانتماء إلى هذه المؤسسة التربوية، وقدّمت الشكر للهيئة التعليمية والإدارية وللأهل على دعمهم المتواصل.
وقد تخلل الحفل فقرة لتكريم معلمي صفوف الشهادة الثانوية، تقديراً لجهودهم وتفانيهم، تلاها توزيع الشهادات على الطلاب الناجحين، والهدايا على الأوائل والمتفوقين، والتقاط الصور التذكارية.
