التربية والتعليم

تحرص مدارس المبرّات على تطوير المناهج التربوية بشكل دائم من خلال الاطلاع على كل جديد في النظريات، والاتجاهات التربوية، والبحث التربوي، والعمل على دراستها واختيار ما يتناسب مع رؤيتها ورسالتها والقيم الحاكمة في مؤسساتها، وتعتمد منهجية التطبيق التجريبي وصولاً لمأسسة العمل بعد التعديل اللازم.

تعمل مدارس المبرّات على إجراء تقييم للمشاريع والبرامج التربوية التي تطبق في المؤسسات ووضع اقتراحات التحسين، وتختار الكتب والمواد والوسائل التي تحتاجها البرامج التربوية والتعليمية، كما تجري مراجعة دورية للمناهج بالتنسيق مع الإشراف التعليمي لتقديم الاقتراحات حول تغيير أو تعديل منهج ما بهدف تطويره.

تفسح مدارس المبرّات المجال أمام طلاب الدراسات العليا وأي جهة تربوية، بتنفيذ دراسة أو بحث ميداني في المؤسسات التربوية للمبرّات، مما يساعد في الاستفادة من نتائج هذه الدراسات من أجل التطوير والتحسين.

تعتمد مدارس المبرّات مناهج متطورة في التعليم، واستخدام وسائل وتقنيات تدريس علمية حديثة متمثلة بتكنولوجيا المعلومات التي باتت جزء من عملية التعلّم والتعليم.

وتولي المبرّات أهمية خاصة لتطوير أداء المعلمين، وتعمل على إكسابهم المهارات التي تندرج ضمن سياق تطوّر أساليب التعليم، إلى جانب تمكينهم من استخدام أحدث الوسائل الداعمة لأنماط التعلّم السمعيّة والبصريّة والحسيّة والحركيّة بفعالية، كل ذلك بهدف إنتاج عمليّة تربويّة، تعليميّة، تفاعليّة، وتبادليّة تخدم استراتيجيات التعلّم النشط بامتياز.

لذا، تعمل مدارس المبرّات انطلاقاً من رؤيتها المؤسسية على إعداد خطة ممنهجة للتأهيل والتدريب، تطال فئات الإشراف التعليمي في الإدارة العامة من جهة، ومنسقي المواد والوحدات التعليميّة ، والتقنيّين في مدارس المبرّات من جهة ثانية، وتقسم خطة التدريب إلى ثلاثة مستويات: المستوى التمهيدي، مستوى المهارات، و مستوى المهارات المتقدمة. علماً أن جميع مدارس المبرّات مجهزة بالألواح التفاعليّة بهدف تسهيل استخدام تكنولوجيا التعليم خلال العملية التعلمية.

بدأت مدارس المبرّات تطبيق برنامج الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصّة في صفوفها منذ عام 1995 في ثانوية الكوثر، ثم امتدت التجربة لتطال مدارس المبرّات ومعاهدها المهنية، وتتنوّع حالاتهم بين: الصعوبات التعلمية، عسر القراءة والكتابة، اضطرابات اللغة، اضطراب الإفراط الحركي وتشتت الانتباه، اضطراب طيف التوحد، متلازمة "داون"، والشلل الدماغي، ويتوزعون على صفوف متعددة، من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.


يؤمن برنامج الدمج التربوي للتلامذة من ذوي الصعوبات التعلّمية فرصة الانخراط الطبيعي في العملية التعليمية بما يتوافق مع قدراتهم وإمكاناتهم وحاجاتهم الخاصة، وقد أعدّت لذلك آليات عمل، ابتداءً من مرحلة إجراءات القبول والتسجيل، إلى البرنامج التربوي الفردي، وتقديم الخدمات العلاجية، كتقويم النطق، العلاج الحسي ـــ الحركي/ الانشغالي، العلاج الفيزيائي، العلاج النفسي، خدمات الصحة المدرسية، الخدمات الإرشادية، وصولاً إلى التقييم المستمر للتقدم المحرز عند ذوي الصعوبات، وقياس مؤشرات جودة العمليات المرتبطة بالدمج التربوي وتفسير وتحليل النتائج.


تطلب تطبيق برنامج الدمج داخل الصفوف في مدارس المبرّات اعتماد نموذج التعليم التشاركي (Co-Teaching)، وهو أسلوب يقوم على تشارك كل من معلّمة الصف ومعلّمة التربية الخاصة بالعمل معاً في صف منتظم، وتكون المعلّمتان مسؤولتين عن: تخطيط سير الدرس، إعطاء الإرشادات، تحصيل التلامذة، التقييم والانضباط؛ وذلك للتقليل من مشاكل تخطيط البرامج، ولاستدامة التواصل الفعّال بينهما. كذلك تحللان محتوى المنهاج، وتحددان الحاجات الخاصة غير الأكاديمية ولكن المؤثرة على نجاح التلميذ في المدرسة، مثل الثقة بالنفس، والتفاعل الاجتماعي.

يتضمّن البرنامج، إضافة إلى المواد التعليميّة النظاميّة المعدّلة، مادة تقرير المصير (Self-Determination) التي تهدف إلى تعليم التلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة كيفية الإدارة الذاتية لحياتهم. وهذه المادّة هي مزيج من المهارات والمعارف والمواقف التي تمكّن الشخص من الانخراط في سلوك ذي هدف موجّه، منظّم ذاتياً ومستقل، إلى جانب إيمانه بنفسه أنه قادر، فاعل ومدرك لأهمية العلاقة بين الجهد والنتيجة.
يشكّل التواصل مع الأهل مكوّناً أساسياً من مكوّنات برنامج الدمج التربوي، إذ يجري تزويدهم بالتدابير التي من شأنها حماية طفلهم، وتوعيتهم على معرفة النواحي الصحية التي ترتبط بحالته، والتثقيف حول أهمية الكشف والتعرّف المبكر إلى حالات الصعوبات التعلّمية، وكذلك تبني اتجاهات سويّة وتجنب الإنكار، الرفض والأسى، إلقاء اللوم وتدني مستوى التوقعات الوالدية من الإبن أو الإبنة، فضلاً عن تعريفهم بطبيعة الصعوبات وخصائصها النفسية والاجتماعية والجسمية والفكرية.

البرامج الخاصة بالمتفوقين:

سعت الجمعية منذ تأسيسها إلى تحفيز عقول أبنائها وإثارة الجوانب الإبداعية. لذا عملت مدارس المبرّات على إعداد البرامج الخاصة بالمتفوقين بالإستفادة من البرامج في الأدبيات الحديثة.
وفي هذا المجال، تقوم مدارس المبرّات، بتأمين بيئة صفية لهذه الفئة ترتكز على نوعين من البرامج:
1. التسريع؛ وهو حركة الطالب المتسارعة لسياق محتوى أكاديمي غزير ومكثّف
2. الإثراء؛ وهو تكوين ثقافة معرفية في مختلف المواد أفقياً، وتعزيز الخبرات التعليمية بما يتعدّى أهداف المنهج المعتمد في المادة الواحدة عامودياً، بشكل يؤدي إلى الإبداع والتميّز.

تخوض مدارس المبرات تجربة قيّمة لمساعدة الطلاب المغتربين العائدين إلى وطنهم من بلاد المهجر، وذلك بهدف دمج التلميذ المغترب في صفه ليتساوى مع رفاقه دون أي فوارق، إضافة إلى إشعاره بالإطمئنان والثقة من خلال إكسابه اللغة الأم التي تعتبر وسيلة اتصاله بالآخرين. وفي هذا الإطار يقوم صف المغتربين بتصنيف مستويات الطلاب لتحضير البرنامج اللازم لهم وتنظيم المعلومات والمهارات وفق مستويات متعددة.

تسعى مدارس المبرّات إلى تخريج متعلم يتمتع بصحة سليمة، ذات شخصية متوازنة فكريًا، ودينيًا، وأخلاقيًا، ونفسيًا. شخصيّة واعية لمحيطها، قادرة على توظيف ما تعلمته في ممارسات، مؤثرة بمن حولها ايجابًيا، لذا أنشأت قسم الإرشاد التربوي لتحقيق ذلك من خلال برامجه المتنوعة التي تطال جميع المعنيين بالمؤسسة التعليمية: 

  • برامج موجّهة إلى الأهل:تتضمن محاضرات تثقيفية تحاكي حاجات الأسرة والطفل النفسية والاجتماعية والتربوية، وتعد بالتعاون مع اختصاصيين في مجال التربية والتعليم، وعلم النفس التربوي.
  • برامج موجّهة إلى التلامذة:منها برنامج المعلم الناصح، إضافة إلى لقاءات ثابتة بين قسم الإرشاد والتلامذة، حلقات حوارية مع التلامذة داخل الصف، اعتماد برنامج غذائي (الحليب المدرسي والوجبة الغذائية)، وبرنامج الخدمة الاجتماعية الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم التطوع، ومساعدة التلامذة على اكتشاف قدراتهم، والتعرّف إلى المشاكل الاجتماعية واقتراح الحلول المناسبة لها. 
  • برنامج المعلم المرشد: وهو برنامج تثقيفي يدعم المدرّسين ويمدّهم بالأفكار التي تساعدهم على وعي حاجات المرحلة العمرية وكيفية التفاعل معها، وبالمستجدات التربوية التي تتناول الجانب النفسي والسلوكي عند التلامذة.
  • برنامج الإرشاد والتوجيه المهني: يساند هذا البرنامج الطلاب، بدءاً من الصف التاسع الأساسي ولغاية الثالث الثانوي في المدارس، كما يساند طلاب البكالوريا الفنية في المعاهد المهنية، وذلك لمساعدتهم على تحديد قدراتهم وميولهم والتعرف على الاختصاصات الجامعية والمهنية المتعدّدة.

تهتم مدارس المبرّات بصحة تلامذتها في مختلف المراحل التعليمية، وهي أنشات قسم الصحة المدرسية من أجل تقديم الخدمات العلاجية والوقائية للطلاب والمعلمين والمربين والعاملين، وذلك من خلال المعاينات الطبية التي يقدمها أطباء مختصون (صحة عامة، أسنان، عيون، تقويم نظر، وأذن انف حنجرة،) داخل المستوصف .

 كما ينظم القسم ندوات ومحاضرات وأنشطة وقائية لتزويد الفئة المستهدفة بالمعلومات والمهارات الصحية الصحيحة للوقاية والتخفيف من الأمراض والأوبئة.

 يعتني قسم الصحة بالبيئة المدرسية لجهة الرش الدوري للمبيدات، الفحص الدوري للمياه، تنظيف الخزانات والرقابة المستمرة لنظافة دورات المياه وكافة أقسام المؤسسة، إضافة إلى متابعة ومراقبة تجهيزات الصحة والسلامة المهنية سواء على صعيد تجهيز الطوابق بالمطافئ وإشارات الطوارئ أو على صعيد التدريب والتوعية على إجراءات الصحة والسلامة المهنية وعملية الإخلاء لكافة العاملين والطلاب، والجدير ذكره أنّ المدارس متعاقدة مع شركة تأمين ضد أي حادث طارئ يقع خلال الدوام المدرسي.

 

 

تهتم مدارس المبرّات بالأنشطة لما لها من أهمية في اكتشاف مواهب تلامذتها ومساعدتهم على تفريغ طاقاتهم وتنمية مهاراتهم المختلفة، لذا أسست  للأنشطة في كل مدرسة من أجل تحفيز التلامذة على المشاركة في إحياء المناسبات، وإقامة الاحتفالات الخاصة والمشتركة مع مدارس أخرى، المشاركة في مسابقات ثقافية على مستوى مدارس المبرّات أو على مستوى مدارس لبنان، إعداد مجلة المدرسة والكتاب المدرسي، إقامة المعارض، إعداد الندوات الثقافية، إعداد المهرجانات الأدبية والبرامج الإذاعية التثقيفية والعلمية، كذلك ينشط هذا القسم أيضاً في تنظيم الرحلات الترفيهية والعلمية.

وتعمل المبرّات على تطوير مشاركات تلامذتها في المسابقات العلمية والفنية والأدبية والرياضية، وغيرها من المسابقات الوطنية والعالمية، من أجل المواءمة الدائمة بين النظرية والتطبيق لإنجاح العملية التعليمية.

كما تولي أهمية للنوادي لما لها من دور أساسي في تنمية المهارات الحياتية وربطهم بواقعهم فضلاً عن تضمنها العديد من الأنشطة الترفيهية الهادفة، ومن أبرز هذه النوادي: النادي الرياضي (الجمباز، الكاراتيه، كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة)، النادي الفني (الموسيقى، الفنون، المسرح) ، نادي التجويد والثقافة الإسلامية، نادي المطالعة، النادي الإعلامي، النادي البيئي، نادي الخدمة الاجتماعية والنادي الصيفي.