أقامت ثانوية الإمام الجواد (ع) احتفالًا تكريميًا لطالباتها اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي، في أجواء ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، بحضور نخبة من الشخصيات الدينية والاجتماعية والتربوية.
تقدّم الحضور رئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة العلامة السيد علي فضل الله، ومفتي بعلبك الهرمل الدكتور الشيخ بكر الرفاعي ممثلاً بسماحة الشيخ سماحة محمد النابوش. إضافة الى فضيلة الشيخ فؤاد خريس، منسق مديرية الإشراف الديني والعلاقات العامة في الجمعية، وممثل راعي أبرشية زحلة وبعلبك للروم الأرثوذكس سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري، الأرشمندريت جورج معلوف، إلى جانب رئيس بلدية علي النهري الحاج ملحم المكحل ، رئيس جمعية متخرّجي المبرات د. محمد المصري، أعضاء المجلس البلدي في بلدة علي النهري، ولفيف من علماء الدين، ورؤساء لجنة الأهل في ثانوية الإمام الجواد(ع)، إلى جانب عدد من الإعلاميين، وشخصيات تربوية واجتماعية وثقافية، وذوي الطالبات المكرّمات.
استُهلّ الحفل بترتيل جماعي لآيات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني اللبناني بأداء كورالي مميّز من طلاب المدرسة. ثمّ عُرض فيديو مؤثر مستوحى من المناسبة، أعقبه دخول الزهرات وسط أجواء احتفالية مبهجة، حيث قدّمن فقرات فنّية متنوّعة ولوحات معبّرة، واختتمت الفقرات بأداء قسم العهد والولاء بالحفاظ على الحجاب، تلاه كورال إنشادي روحاني من تقديم الفتيات المكرّمات.
ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته بهذا اللقاء:” الذي نحتفي فيه بـزهراتنا الأعزاء اللواتي اتّخذن قرارهنّ الحر بارتداء الحجاب، مرحِّبًا “بالحضور الكريم المتنوّع الذي نعتزّ به”.
وأضاف: “نلتقي اليوم لنقدّم إلى هذا الوطن العزيز زهراتٍ يحملن المسؤولية بجدارة وقوّة، بعد أن تهيّأن لها من خلال ما اكتسبنه من قيم ومعارف يعبّرن عنها في حياتهنّ الخاصة والعامة”.
وتابع سماحته: “نحن اليوم عندما نحتفل بهذه الكوكبة من طالباتنا، فليس الأمر مجرّد احتفال ببلوغهنّ التكليف الشرعي، بل يتجاوز ذلك إلى تحمّلهنّ مسؤولية الارتباط بربّهنّ، من خلال إخلاصهنّ في عبادته والتعبير عن حبّه عبر سلوكهنّ وحركتهنّ ومحبتهنّ لجميع الناس. فلا يمكن لإنسان يرتبط بالله إلّا أن يكون معطاءً وصادقًا وخيّرًا للجميع. ولا يمكن لنا نحن الذين نهتدي برسول الله، إلّا أن نحبّ جميع الأنبياء الذين سبقوه، فهو جاء امتدادًا لكلّ الرسالات السماوية”.
وأشار سماحته إلى أنّ الإنسان الملتزم لا بدّ أن يعيش روحية الانفتاح والمحبة والتسامح وقبول الآخر، لأنّ جميع الأديان تنطلق من القيم الأخلاقية والإنسانية نفسها.
وأكد أنّ فتياتنا العزيزات سيعبّرن عن محبتهنّ لوطنهنّ بكل إخلاص، لأن هذا الوطن يعيش في أعماقهنّ، وسيحرصن على أن يبقى عزيزًا حرًّا قويًا قادرًا على مواجهة التحديات. وهنّ سيحملن العلم والإيمان معًا، ويعبّرن عن محبتهم لكل أبناء الوطن، فلا يؤمنّ بالانغلاق أو التقوقع، ولا يفكّرن بالانتماءات الضيقة، بل بالدوائر الرحبة المنفتحة.
وقال سماحته: “نحن على ثقة بأن هذا الجيل، وبهذه التربية القائمة على القيم والمفاهيم الأصيلة، قادر على بناء وطن للجميع، يعيش فيه الإنسان إنسانيته. فهنّ لن يخلصن لعائلتهن أو عشيرتهن أو مذهبهن أو طائفتهن فحسب، بل سيكون إخلاصهنّ لوطنهنّ من أجل النهوض به”.
وأردف: “نلتقي اليوم في ذكرى ولادة السيّدة الزهراء (ع)، التي أردن أن تكون هذه المناسبة محطة لتحمّل المسؤولية، وأن تكون الزهراء قدوتهنّ في عبادتها وصبرها وعلمها وجهادها” مضيفا “مشكلتنا في هذا الوطن أن الأنانيات والعصبيات والانغلاق والتقوقع قتلت فينا التواصل والحوار وروح التفكير الرسالي والمحبة وقبول الاخر، فيما كانت السيّدة الزهراء(ع) والسيّدة مريم (ع) تفكّران بالآخرة، وتتحركان بروحية العطاء”.
ثم توجّه سماحته بالشكر إلى الأهالي على دورهم في هذه التربية الصالحة، قائلاً: “أنتم لم توفّروا لبناتكم الحاجات المادية فحسب، بل عملتم على زرع روح الإيمان والمحبة في نفوسهن”.
كما هنّأ إدارة الثانوية ومعلميها ومعلماتها “على دورهم في بناء هذا الجيل وغرس هذه القيم فيه”.
وفي الختام، تقدّم سماحته ب: “الشكر إلى هذا الحضور المتنوع الذي قدّم صورة جميلة يعتزّ بها الجميع، “ومن خلالها نستطيع أن نبني وطنًا يواجه الضغوط والتحديات على مختلف الصعد، من خلال التعاون والتضافر والحوار بين جميع مكوّناته”. واختتم بالقول: “لا نريد لهذه الصورة أن تبقى شكلًا، بل أن تتحوّل إلى مضمونٍ وسلوك”.
وفي ختام الحفل تم تكريم الزهرات وتوزيع هدايا رمزية والتقاط صور تذكارية.












