أقامت ثانوية الإمام الجواد في علي النهري التابعة لجمعية المبرات الخيرية، احتفال تخريج طلابها برعاية مدير عام الجمعية الدكتور محمد باكر فضل الله، وحضور مدير مدارس المبرات في البقاع الاوسط ابراهيم سعيد ومديرة الثانوية سعاد فراج وأعضاء مجلس الاهل وفاعليات من المنطقة وحشد من ذوي الطلاب.
والقى سعيد كلمة أكد فيها “الحرص على متابعة المسيرة التي بدأها المرجع المجدد السيد محمد حسين فضل الله، وكان من مواسم خيرها وبركات ثمارها هذا الصرح العلمي الرائد الشامخ، ثانوية الإمام الجواد، الذي نستظل سماء إنجازاته وعطاءات كوادره التعليمية والتربوية منذ 25 عاما”.
وأشار الى ان “تجربة مدارس المبرات في منطقة البقاع، استطاعت ان تتحول الى نموذج يقتدي به كل عقل ومعرفي أسس لمسيرة التربية والتعليم، ونحن جميعا بانتظار انطلاقة مبرة السيدة زينب التي ستكون ملاذا وملجأ يحمي أيتامنا من كل ما يحيط بمجتمعنا من أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية ضاغطة لكي يتكامل كل جهد وسعي نهدف من خلاله الى طباعة انساننا الرسالي، الذي ينبغي ان يكون صورة عن المسلم القرآني، والاسلام الحضاري، في زمن بات الكثير من شبابنا يخجل من ذلك، في ظل الصورة التي أرادوا نشرها عن ان الاسلام دين الذبح والقتل”.
وتحدث فضل الله عن “المحنة التي تظلل أفقنا وتتجسد كقطع ليل مظلم في محيطنا، وعلى مقربة من هذا البقاع العزيز الذي لم يبرح الحرمان والإهمال بأرضه وانسانه منذ ان بدأ مسيرة الحياة، ففي هذا الزمن الاستثنائي الصعب والعقيم، تبقى مشاعل الامل وضاءة بإرادة أهله وبنيه، وبعزيمة رجاله الرجال”.
وخاطب الطلاب المكرمين: “كنا ننتظر ان تفرحوا بالتفوق والتميز، لكننا نتساءل بمرارة عن المرارة التي تلقاها المتفوقون من ابنائنا بانكسار أحلامهم على صخرة الاختلافات بين وزارة التربية وهيئة التنسيق، واستبدال الشهادة بالإفادة، ما يحرم ابناءنا في جامعاتهم من فرحة التميز بالدخول الى الجامعات، على الرغم من ثقتنا الكبيرة بالمستوى التعليمي لهذه الثانوية، وكلكم تعلمون ان مسيرتها في السنوات السابقة هي مسيرة التفوق والتميز، لاعتقادنا ايضا انكم أقوى من الشهادات وأكبر من الإفادات، ولذلك نسعد ونعتز بكم، وتبقى الفرصة امامكم لإثبات الكفاءة والقدرة على التميز في المستقبل، وأملنا ألا يتكرر هذا المشهد مستقبلا في لبنان، وان تبقى كيمياء محبة الآخر والتضحية لاجله أقوى من كيمياء مصلحةالأنا والتقوقع”.
وختم: “في أجواء التعصب الطائفي والمذهبي، لا بد ان نكون واعين لانساننا القرآني الحركي، الذي يرفض العلو والخرافة، ويعيش ثقافة الوحدة والحوار وقبول الاختلاف والتنوع وأنتم في الجامعات سوف تعيشون مع محيط متنوع، ونريد لكم ان تثقوا بالثقافة التي كان يزودنا بها السيد، الذي كان يقول: “فلنفكر كيف نغسل قلوبنا بالمحبة والخير والرحمة والانفتاح على الله”. سوف تواجهون الآخرين بالمحبة، لا بالحقد او التعصب وحتى لو اختلفوا معكم بالرأي”.
في الختام وزعت شهادات التخرج.