زار العلامة السيد علي فضل الله ثانوية الرحمة في النبطية، في سياق الزيارات التي يقوم بها لمؤسسات جمعية المبرات الخيرية. كان في استقباله مديرة المدرسة نضال جوني، وعدد من أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية وطلاب الثانوية.
بعد تقديم كشافة المبرات التحية الكشفية، قام فضل الله بجولة في أقسام الثانوية وصفوفها، واطلع على طرائق التدريس وآليات العمل.
وقدم أطفال الثانوية عروضا فنية ومسرحية من وحي الزيارة، بعدها أم فضل الله الصلاة بالطلاب، ثم ألقى كلمة عبر فيها عن اعتزازه بهم، وأكد أهمية “تلازم العلم والإيمان، لأن الخطر كل الخطر في أن يكون العلم بلا إيمان وقيم”، داعيا الطلاب إلى “تعزيز علاقتهم بالله والمثابرة في مسيرتهم الدراسية، للرفع من مستوى المجتمع الذي يعيشون فيه”.
وأشار إلى “ضرورة انفتاحهم على الآخر ومد جسور التواصل معه، بعيدا عن الانغلاق والتعصب ورفع المتاريس، مع الحفاظ على القناعات التي نؤمن بها”، منبها الطلاب “من الذين يسعون إلى إغراق واقعنا بالفتن المذهبية والسياسية والطائفية”.
ثم تحدث فضل الله في قاعة الثانوية، في حضور مجلس الأهل والهيئة التعليمية والإدارية في الثانوية، وعدد من الفاعليات الاجتماعية والتربوية في المنطقة، معربا عن شكره وتقديره للعطاءات والجهود التي يبذلونها، “والتي نتشارك فيها جميعا في سبيل بناء شخصية الإنسان الذي نريده أن يكون حرا ومتميزا في مستواه الأخلاقي والإيماني والسلوكي والتربوي”.
وقال: “تعودنا في لبنان أن نقلع أشواكنا بأظافرنا، وأن نعمل على سد الكثير من الثغرات وتلبية الحاجات، والتي هي في الأصل مسؤولية الدولة ومهامها، ونحن لا نريد للدولة أن تنكفئ، بقدر ما نريدها أن تضطلع بمهامها على كل المستويات”.
وأكد “أهمية تضافر جهود الجميع، لمواجهة كل ما يعانيه مجتمعنا وواقعنا من مشاكل على المستويات كافة، في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها إنسان هذا البلد”، محذرا من “انتقال عدوى عصبيات الطوائف والمذاهب إلى المؤسسات التربوية والاجتماعية”، لافتا إلى “التحدي الأخلاقي الذي يحتاج إلى تضافر الجهود، لمواجهة السموم الفكرية والأخلاقية التي تهب علينا من كل اتجاه”.
وختم كلمته محذرا من “الفتنة التي يراد لها أن تعصف بهذا الوطن، ومن الواقع التكفيري الذي بدأ يتسلل إلى واقعنا، ويعمل على تشويه صورة الدين ومبادئه وقيمه وكل هذا التاريخ وهذه الحضارة، ما يفرض علينا مسؤولية كبيرة لمواجهته، تتطلب التعاون بين جميع المؤسسات الأهلية والتربوية والصحية والاجتماعية”.
ودعا إلى “عدم استحضار أحداث التاريخ بالطريقة التي تثير الحساسيات لدى الآخر، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى التماسك على مستوى الوطن والعالم العربي والإسلامي”.
ثم زار فضل الله مبرة الإمام الرضا، متفقدا أسر الطلاب، واطلع على أوضاعهم. وألقى كلمة في حفل افتتاح ناد رياضي في المبرة، في حضور مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا، وعدد من فاعليات المنطقة، أكد خلالها “أهمية التنشئة الرياضية للأجيال الصاعدة، لما لها من دور في التخفيف من التوترات النفسية”. وتطرق إلى “ضرورة تعميق الروح الرياضية التي نحتاجها في كل واقعنا السياسي والاجتماعي”.
وفي الختام، قص شريط الافتتاح وجال مع الحضور في النادي.