في إطار سلسلة النشاطات التي تعقدها جامعة العلوم والآداب اللبنانية USAL استضافت كلية الإعلام مدير الموقع الإلكتروني في جريدة السفير الأستاذ منير الخطيب في حلقة حوار بعنوان “واقع الصحافة الورقية وتحدياتها”. وقد تناولت الندوة العديد من الإشكاليات، أبرزها: أزمة الصحافة الورقية في ظل صعود الإعلام الالكتروني.
يعزو الخطيب تراجع الصحافة الورقية إلى العديد من الأسباب من قبيل الأكلاف المتعلقة بالطبع والورق والنقل، في حين أن الإعلام الالكتروني قدّم تسهيلات بدون حدود في هذا الإطار، مما لا يسمح للورقي مجالاً في المنافسة.
ويضيف أن الإعلام الالكتروني وفّر إمكانية وصول العمل الصحافي إلى أكبر شريحة من الناس، فمقارنة بالمواقع الالكترونية التي يشاهدها الملايين كم هي مقروءة الجريدة، وبالتالي قدرته أكبر على المحاسبة والتأثير، كما أنه خلق مساحات تفاعلية بين الكتّاب والقراء كإمكانية التعليق على المقالات، نقدها أو الإشادة بها، ازدادت هذه المساحة بعد ربط الالكتروني بوسائل التواصل الاجتماعية، وهذا كله لم يكن متاحا في الجريدة.
يرى الخطيب بأنّ التحدي الحقيقي يتمثّل في كيفية الاستفادة مما يتيحه لنا العصر من وسائل وهي كثيرة، وأسف أننا لا نزال لا نستثمرها كما يجب، مؤكداً أن الورق سيتراجع بالتوزيع ولكن لن ينتهي فله جمهوره، وأن المستقبل هو للرقمي، وآمِلاً أن تكون له المصداقية التي كانت للورق.
وكما لكل شيء حسناته ومشكلاته، يلفت الخطيب إلى مشكلات الإعلام الالكتروني، منها: الدفق الكبير للمواد الصحفية الكترونياً ما يؤدي إلى تشتيت القارىء، بالإضافة إلى أن بعض القضايا المهمة لا تاخذ حقها من الاهتمام، فضلاً عن انتشار أخبار مغلوطة يتداولها الناس يتبيّن لاحقاً أنها غير صحيحة أو غير دقيقة.
يشير مدير موقع السفير إلى أن عالم الالكتروني لا يزال في حالة تجربة، فيما يتعلق بأنماط التعاطي مع المادة المقروءة، والطريقة الأمثل في إرسالها، وهي مشكلة لا تطال الصحافة العربية وحدها إنما العالمية، ففي حين هناك من يقول بالحاجة إلى السرد الطويل ما دام الالكتروني قد سهّل القراءة، هناك من يرى ضرورة اعتماد الوسائط المتعددة multimedia.
بقي أن هناك أزمة يعانيها الإعلام الالكتروني إذ أن المحتوى لا يزال مجانياً، فكيف نحوّل المنتج الرقمي لمنتج مدفوع. وبالتالي إلى مدخول. هناك توجه، كما يقول الخطيب، ليكون بعض المواد مجانياً وبعضها الآخر مدفوع الثمن، وذلك إلى أن يجد الاقتصاد الرقمي طريقة لبيع المحتوى.
يشدّد الخطيب في ختام اللقاء على أن مهنة الإعلام لا تعني نقل الخبر والمعلومة فحسب، فهي قبل ذلك كله، وسيلة للمحاسبة. والاعلام -بأشكاله المتعددة ومنها الصحافة- هو سلطة رابعة، مهمته تعرية الفساد وإعلام الرأي العام به ليحاسب، وهذا جوهر رسالته، سواء بالرقمي أو بالورقي، بالمتلفز أو بالاذاعي. فالمهم، بنظر ضيف الندوة، هو الاهتمام بمحتوى العمل وليس الوسيلة، لأننا نملك قابلية التأقلم مع الوسيلة.