نظّم طلاب المحترف الفني في كلية الإعلام في جامعة العلوم والآداب اللبنانية لقاءً حوارياً مع الإعلامية غدي فرنسيس بعنوان: “الإعلاميات ومصاعب المهنة”، عرضت فيه فرنسيس لتجربتها الإعلامية والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها في المجال الإعلامي التي ابتدأتها في الصحافة إلى عملها التلفزيوني والميداني كمراسلة.
أكدت فرنسيس “أن عمل المرأة في مجال الإعلام، وعلى عكس الشائع، أهون من عمل الرجل”، مضيفة: “من خلال تجربتي في تغطية الحرب في سوريا تبيّن لي أن للإعلامية بطاقة دخول إلى أي مكان، بما فيها الأماكن الخطرة”.
وقالت فرنسيس “الإعلام يأخذ من الإعلامي كل وقته، وتشغله القضايا العامة عن حياته الخاصة التي يصعب أن يوازن بينهما”.
وأشارت إلى أن “المصاعب الكبرى في العمل الإعلامي لم تكن في تغطية الحروب ولا في ظروف الاعتقال الذي تعرضت له مراراً، إنما هي عندما يكون الإعلامي حرّ وغير مرتهن لأحد، لا يعمل مهللاً أو مطبلاً فيصبح خائناً”.
وقالت: “واجبي كصحافي أن أكون مع الحق، مع قناعات، مع مبادئ عامة، أما إذا كنت أتبع شخص ما حينئذ أكون إعلامه الخاص”. وأضافت: “إن الضرب والسبّ الذي قد يتعرض له الصحافي هو “معمودية نار” لأنه يدفع ثمن كلمة الحق التي يقولها”. ورأت فرنسيس أنّ على الصحافي أن لا يكون حزيناً إذا ما سبه أحد أو حتى أحبه، “الناس لا تسبك أنت بل الصورة التي في رأسها عنك وهي صورة مختصرة مجتزئة وسطحية”.
وأشارت فرنسيس إلى أن التعليم الفعلي يكون في ميدان العمل، وقد استشهدت بمقولة الصحافي الراحل جوزيف سماحة “أهم مدرسة بالصحافة هي الصحافة نفسها”، مشدّدةً على أن “الإعلام ليس مهنة كأي مهنة بل هي حياة الإنسان، وهي انتماء تام وليست دوام ينتهي، ليست وظيفة ولا يمكن التعامل معها كوظيفة، والصحافي الحقيقي يعطي المهنة أكثر مما يأخذ منها”.
وأضافت: “لتصبح إعلامياً وصحافياً حقيقياً عليك أن تنطلق من غضب لديك على أوضاع غير جيدة، فمن يدرس الإعلام للإعلام وليس لديه ما يقوله ليس لديه فكر وعقيدة صعب عليه أن يكون إعلامياً”.
ونوّهت فرنسيس إلى أن هذا العصر يمنح أساليب وإمكانيات تمكّن الإعلامي من النجاح لا سيما مع تطوّر أقنية الإتصال والتواصل الاجتماعي.