وجه مدير عام جمعية المبرّات الخيريّة الدكتور محمد باقر فضل الله رسالة للمعلمين والمعلمات بمناسبة عيد المعلم تناول فيها الأوضاع الاستثنائية التي نمر بها في لبنان والتي أدت إلى توقف الدروس في المدارس والمعاهد والجامعات المؤسسات التعليمية والتربوية مؤكداً تعاظم دور المعلم خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب مؤازرة للطلاب ومتابعتهم حتى في بيوتهم.
وأكد د. فضل الله في رسالته حرص المبرّات على طلابها ومعلميها خاصة في هذه الظروف التي نمر بها، مشيراً إلى وجود جهود تبذل على أكثر من صعيد لتجاوز التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وقال :”المبرات التي قامت على أساس فكرٍ مرجعيّ رسالي لن تُخسر المكيال والميزان من خلال الرساليين الذين يسيرون على خط الأنبياء وسوف تبقى تحرص على أن لا تضيع حقوق العاملين والطلاب في مؤسساتها “.
وأضاف : ” إن طلاب المبرّات هم أمانة في أعناقنا، سنقوم بكل ما بوسعنا للحفاظ على مستقبلهم حتى نتجاوز هذه الأزمة بإذن الله، إن الطالب في مدارس المبرّات أولوية لدينا، يجب أن لا ننقص ميزان العلم وأن نوفي المكيال لتلاميذنا، ونعطي لكل ذي حق حقه في التقييم وفي النظرة وفي الحكم، كذلك ينبغي أن نراقب قابلية تلامذتنا وكيف نحول هذه القابليات إلى قدرات”.
وشدّد مدير عام المبرات على ضرورة أن تصان حقوق الطلاب من قبل المعلمين، قائلاً: ” للطلاب حقوقاً عليكم أن تؤدّوها إليهم ما يستحقونه كاملاً على المستوى الاجتماعي التربوي الرعائي المهني، تماماً كما تفكرون في حقوقكم على الناس فتطلبون منهم أن يؤدوا حقكم وافياً من دون نقصان، إنّ بخس الطلاب أشياءهم هو من الفساد المنهيّ عنه وإنّ الخلل التربوي يُفسد توازن المجتمع ويفقده أساس الثقة بنسفه للقاعدة الأخلاقية التي ترتكز عليها حركة التربية”.
ودعا فضل الله إلى التواضع، قائلاً:” فالمدير المدير والمعلم المعلم والإنسان الانسان هو الذي يتواضع أمام من هو أكثر منه معرفة وأمام تلميذ أكثر منه نباهة وأمام إنسان أكثر منه إنسانية.. وما أروعه من إنسان يصرّح عن عجزه طالباً المعونة ممن هو أكثر منه خبرة في مجال التربية والإدارة والتقنية.. وتلك هي الدورات وورش العمل تضيء لنا جوانب خَفِيتْ عنّا من ذوي خبرات وتجارب عسى يُرفع العجز وتحلّ القدرة”.
ولفت إلى ضرورة التوازن بين النظري والتطبيقي، قائلاً:” في التعليم ينبغي أن لا يطغى الجانب العقلي النظري على التطبيقي والعكس صحيح، كما لا تطغى كثرة الوسائل على تحديد التعليمات وتوضيح النظريات ولا الأنشطة على المعارف ولا يتحول الصف إلى معلومات جافة لا مساحة فيها للنكتة والطرفة أو الإشارة التربوية. ويسري ذلك على الإدارة فلا يطغى إعطاء الأوامر ومراقبة الروتين الإداري من إمضاء أوراق ومتابعة موازنة وإجراء اجتماعات وغير ذلك على حسن التواصل مع العاملين ومد جسور التلاقي الانساني الأخوي، لا بد من ميزان لكل حركة في الحياة ولا بد من إيفاء الكيل والميزان حتى لا تقوم الحياة على الظلم”.
وحيّا فضل الله صبر المعلمين وثباتهم بالقول:” أيها الأحبة، لعيدكم لذيذ طعم الثبات في زمن الزلزلة والاهتزاز، إيحاء لصمودنا في طريق ذات الشوكة ولنتعلم من صلابة مواقفه الرسالي دروس العبور فوق جسور الصعاب.. ، في هذا اليوم الجميل نشرّع قلوبنا على رياض الحب لنستاف منها خلاصة عبير ورود الشكر وعبق أريج التقدير لكم”.
وتابع: ” لكل المعلمين في المبرات كما أثبتم في الشدائد والملمّات، أنتم الموحدون لله قولاً وحركةً وسعياً وسلوكاً، أنتم ذبتم وتماهيتم فيها حد الكفاية واليقين، بذلتم ومازلتم تبذلون قصارى أعماركم وزهرات شبابكم ضناً بها وصوناً لمبادئها وقيمها وتحقيقاً لغاياتها والأهداف، سنستمر معاً ونبقى على الطريق القويم سيما في مواجهة التحديات والصعاب، ونحن نعيش هذه الأيام واقعاً معيشياً واقتصادياً استثنائياً في وطن مأزوم بالفساد والظلم، الفساد في الحكم وظلم الناس بهضم حقوقهم وبخسهم أشياءهم والكيل بمكاييل التطفيف وإنقاص الموازين وسيادة القهر وتفشي الجور”.
وختم:” أيها الأحبة أنتم الذين ترسمون صور المبرات جنائن معلقة في سهول الوطن الفسيحة ومروجه الغنّاء وجباله الشمّاء، حملتم عبء المسؤولية الكأداء وما زادكم حملها إلا إصراراً وقوةً وصلابةً في العزيمة والإرادة فأينع الجهد وأثمر في آماد المبرات أمكنةً بديعةً وأزماناً نوّارةً بضياءات النجاحات والتميّز والسموّ والرفعة والارتقاء، أنتم الصابرون ابتغاءً لوجه الله في الزمن الصعب، والباذلون العلم زكاةً على الإنفاق، المواجهون كبرياء السيئة بإشراقة الحسنة، بكم نعتز ونفتخر ومعكم يؤتي الزرع المبارك أكله عطاءً طيباً عذباً مساغاً للظامئين والعطاشى إلى خير الحياة الدنيا وحسن ثواب الآخرة”.