أقامت الهيئة النّسائيَّة في جمعيَّة المبرات الخيريَّة حفل إفطارها السّنويّ في مجمع الكوثر ومبرَّة السيّدة خديجة الكبرى في طريق المطار، بحضور فعاليّات نسائيّة اجتماعيّة وتربويَّة وثقافيَّة وإعلاميَّة.
بداية الاحتفال آي من الذكر الحكيم، ثم فقرة فنيّة قدّمتها زهرات من المبرات، فكلمة رئيسة الهيئة النّسائيّة في جمعيَّة المبرات الخيريَّة، الحاجة فاديا دياب. بعدها، ألقى العلامة السيّد علي فضل الله كلمة أشار في بدايتها إلى أنّ أيّ خلل في حضور المرأة في أيّ ميدان من ميادين الحياة، لا يعود إلى عدم امتلاكها للطاقات والقدرات، بقدر ما يعود إلى التقاليد والعادات أو القوانين الّتي تكبّل حرّيتها، لاعتبارات لا تثبت أمام النّقد لضعفها.
وأكَّد سماحته أنَّ من حقّ المرأة على المجتمع أن لا يعوقها عن أداء دورها، وأن يفتح لها المجال في ذلك، مـتسائلاً: “لماذا هذا الحضور الخجول للمرأة في الواقع السّياسيّ؟ إنَّ هذا التغييب قد يفهم في بلاد تقيّد حريّة المرأة عقدياً، سواء وافقنا أم لم نوافق، ولكن لماذا يحصل هذا في لبنان، الّذي يتغنّى برأسماله من الحريّة والانفتاح، الَّذي يبدو، وللأسف، أنه طال المرأة بالشَّكل، ولم يطلها بالفكر والموقع والفاعليَّة والريادة، ولا نعمّم؟”.
وتابع: “ومن هنا، نرى أنَّ المعنيَّ بالدّفاع عن حقوق المرأة، ليس المرأة فحسب، بل هي مسؤوليَّة كلّ المجتمع؛ هي مسؤوليَّة الفقهاء إن كانت العوائق فقهيَّة، ومسؤوليَّة المشرّعين والسّياسيّين ومن يتصدَّرون مواقع القرار، إن كانت العوائق قانونيَّة، فهل يمكن بناء أجيال واعية وقوية، في حال ظلَّت بانية الأجيال نفسها تشعر بمحدودية الدَّور المعطى لها؟!”.
وشدَّد سماحته على ضرورة تحسين كلّ القوانين والتّشريعات، وتطوير الاجتهادات الفقهيّة الّتي تتعلّق بالمرأة، وإعادة تصويب العادات والتقاليد، ويبقى الأهم هو إشعارها بالحماية والأمن ممن قد يتحوَّلون إلى وحوش كاسرة في بيوتهم، والَّذين رأينا نماذج منهم خلال الفترة الأخيرة، ممن يقتلون زوجاتهم بدم بارد.
وأكَّد أهميّة تأمين كلّ الوسائل الكفيلة بحماية المرأة، حتى لا يستغلّ ضعفها الجسدي أو تهميش حقوقها في التّشريع والقانون، سواء فيما يتعلَّق بطلاقها، أو بحضانة أولادها، أو لعدم وجود عقوبات كافية لرد الظلم عنها.
ودعا أصحاب القرار، والمتصدّين للشأن العام، والعلماء، والقيّمين على وسائل الإعلام، إلى تحمّل المسؤوليَّة في هذا المجال. وأضاف: “ويعوّل أيضاً على دور الأهل في تحقيق الحماية من العنف، وذلك عبر مساعدة الفتاة والشاب على حدٍّ سواء في فهم العلاقة الزوجيَّة وحسن الاختيار ومواجهة المشاكل”.
وختم موجّهاً كلامه إلى الحضور النّسائي: “إنّ الدّور الَّذي ينتظركنَّ في هذه المرحلة مهمّ وكبير، حيث تعصف بواقعنا التّحدّيات، ويراد للفتنة أن تدخل كلّ ساحاتنا، لتُسقط مواقع القوَّة فينا، وتحوِّلنا إلى فرق طائفيَّة ومذهبيَّة وقوميَّة لا حول لها ولا قوة، ولن تكون إلا في خدمة أعداء هذه الأمة، وهي تشكّل الحضن لكلّ هذا المنطق الإلغائي الإقصائي الدّمويّ والمدمّر للإنسان كلّه”.