أقامت جمعية المبرّات الخيرية حفلاً تكريمياً لمدير محطات الأيتام في الجنوب المرحوم الحاج حسين أبوشز، بحضور فعاليات تربوية واجتماعية ورياضية ودينية وبلدية واختيارية، وذلك في قرية الساحة التراثية على طريق المطار.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم كلمة العائلة ألقاها نجله محمد الأستاذ أبو شز، تلاها كلمة ممثل رئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم الاستاذ هاشم حيدر ألقاها الأستاذ محمود الربعة، فكلمة أبناء المبرّات الذين واكبوا الفقيد القاها الأستاذ خليل حمودي وكلمة الرياضيين في المبرات ألقاها الأستاذ غسان الأحمد، بعد ذلك كانت كلمة محطات الأيتام ألقاها مدير المحطات الأستاذ جمال مكي.
ثم ألقى العلامة السيد فضل الله كلمة استهلها بالقول:” نشعر اليوم بالحزن والألم لفراق الأخ حسين أبو شز، حيث نفتقد قيمة كبيرة فهو اعتبر ان حياته فرصة لإعمار الحياة بالقيم الروحية والأخلاقية والإنسانية لتكون محطة عبور للآخرة على خط مرضاة الله، هكذا عرفته منذ بدأ مسيرته الإيمانية في رعاية الأيتام، يمنحهم من عطفه وحنانه وعلمه وأخلاقه وإيمانه، ما يبني شخصياتهم ويُصلّب عودهم ويمنحهم القوة والعزيمة والأمل والثقة بالله لمواجهة ما ينتظرهم من التحديات، وهكذا استمر رائداً في كل المهمات والمسؤوليات التي تولاها في جمعية المبرات، فكان العامل الفاعل والصادق، صاحب الشخصية المتميزة والذي كان شديد الاهتمام بتطوير الموقع الذي يشغله، فكان يعطيه كل علمه وتجربته وعمره، من دون أن يتوقف عن اكتساب المعرفة والاغتناء بالتجربة والارتفاع بالموقع حتى اكتسب جاذبية خاصة ومحببة وهي التي شدت إليه هذا الحشد من المحبين”.
وأضاف: “كان حسين أبو شز يتطلع إلى يكون إنسان الله، إنسان المسجد الذي يتطهر فيه حيث يغسل قلبه وعقله من اي حقد، وكان على هذا الخط حتى رحيله، وهذا هو الذي يفسر ما عشته وعاشه أهله واخوته ورفاقه وكل معارفه من حزن وألم على هذا الغياب، غياب شخصه الكريم، غياب سوف نلمس تأثيره الكبير فيما تركه من فراغ، لكن عزاؤنا دوماً أن للأخ حسين أخوة عاشوا معه وتعلموا منه، يستطيعون أن يكملوا الطريق وعلى النهج نفسه الذي وهبه الحاج حسين كل حياته”.
وأشار إلى أن الحاج حسين أبو شز “قد غادر هذه الحياة نظيف الكف، سليم السريرة تطلع إلى بناء وطن الإنسان، الإنسان الذي لا تحيا روحه ولا ينمو فكره ولا تزدهر أخلاقه، ولا تحفظ كرامته إلاّ بالوطن الذي يتأسس على قاعدة القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية التي تحكم العلاقات بين مكوناته لا على منطق العصبية الطائفية والفئوية، وعلى قاعدة الحوار والكلمة السواء والمصالح المشتركة لا على منطق القوة والغلبة والسيطرة، على قاعدة الحرية والاستقلال لا على منطق التبعية والارتباط بالخارج، وأضاف:”إننا سوف نبقى نتطلع إلى هذه الأهداف ونعمل لأجلها في كل المواقع التي نعيش فيها وقد أدى الأخ حسين هذا الدور وما سمعناه من اخوانه يؤكد تجذر ما عمل له وما غرسه وزرعه في هذا المجتمع، وستبقى هذه المؤسسات تحمل الوفاء والإخلاص له من خلال سيرها على الطريق الذي عاش فيه الروحية الإيمانية والتفاني والاتقان.
وختم ” عزاؤنا بهذه العائلة الكريمة التي غرس فيها روح الإيمان والأخلاق والعطاء والخير وعلى التربية الإسلامية والمفاهيم الإيمانية”.
وفي ختام الحفل منح العلّامة فضل الله درعاً تكريمياً لعائلة الفقيد لما قدمه من عطاءات وتضحيات في مسيرته المهنية.