لمؤتمر التربوي ال25 للمبرات ممثل بو صعب:للتعاون بين البيت والمدرسة فضل الله: مسؤوليتنا مواجهة العنف والتطرف

Share on facebook
Share on twitter
Share on print

عقدت جمعية المبرات الخيرية مؤتمرها التربوي الخامس والعشرين “شركاء في التربية بين الأهل والمؤسسة”، في قاعة “الزهراء” – حارة حريك، في حضور ممثل وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب غسان شكرون وفاعليات تربوية واجتماعية وأكاديمية ودينية.

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني وقرآن كريم، فعرض لفيلم “25 عاما على المؤتمر التربوي” تضمن تقريرا عن مسار المؤتمرات التربوية السابقة وصولا إلى المؤتمر التربوي هذا العام.

مدير المبرات 
ثم تحدث مدير عام جمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله فنوه بأعداد الطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية والشهادات المهنية، وعدد إنجازات المبرات وافتتاح مراكز جديدة في بيروت والجنوب والبقاع.

وشدد على ضرورة “توثيق الشراكة مع الأهل”، وقال: “المبرات تهدف إلى إيجاد منصات متعددة قادرة على وصل مجتمع المدرسة بمجتمع الأهل في مساحة من التعامل الإنساني الهادف إلى تطوير المجتمع وانفتاحه على العالم وتأصيله على القيم الرسالية”.

وأكد أهمية “استثمار التكنولوجيا الحديثة من أجل تسهيل التفاعل والتواصل بين الأهل والمؤسسة”، مشيرا إلى أنه “سيبدأ في هذا العام الدراسي إطلاق تجربة برامج نظم المعلومات على الشبكة العنكبوتية تطبيق School online حيث سيتمكن الأهل من خلال الهواتف الذكية أو أجهزة المعلوماتية الخاصة بهم تطبيق التواصل التفاعلي عبر الشبكة مع المؤسسة”.

وأوضح أن “برنامج التربية الجمالية في المبرات يعنى بتربية الذوق الفني عند الإنسان وتأكيد علاقته الجمالية مع الطبيعة وظواهر الحياة الاجتماعية وعلاقته مع الفن أيضا أي مع مكونات الواقع جميعها”.

وحث العاملين على “تعزيز نظام الجودة في المؤسسات الرعائية”، وقال: “جمعية المبرات الخيرية هي من المؤسسات الرائدة في عالمنا الحديث التي أسست لنظام الجودة في المؤسسات الرعائية والذي لم نجد له مماثلا في مؤسسات شبيهة وخططت ونفذت برنامجا إداريا تطويريا ومتمايزا مع مدارس المبرات بحيث ينسجم مع طبيعة العمل الرعائي، كما أنها تخضع لبرنامج تدقيق داخلي وخارجي بما يحقق معايير الشفافية التي تؤمن رعاية تربوية إنسانية للأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة، إضافة إلى توجيه مهني ينسجم مع قدرات وطموحات الأبناء”.

ودعا إلى “تطوير التعليم المهني والتقني في مدارس المبرات ومعاهدها رغم أن هذا التعليم غير موجه في المناهج الرسمية بالشكل الصحيح لتلبية احتياجات سوق العمل مع تحديات العولمة”.

وشدد على “تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات المبرات كافة”، لافتا الى “اكتمال تعميم سياسة الدمج على كل مؤسسات المبرات الأكاديمية والمهنية والرعائية”.

وأطلق مشروع “تعزيز وجود الرأسمال البشري في المبرات والبحث الدؤوب عن حلول جديدة لمشاكله”، مشيرا الى أن “هذا الموضوع يستدعي وجود برامج تأهيل وتدريب وتمكين بما يتلاءم مع الحاجات المرتبطة بمسؤولية كل فرد منهم، وإن تحديد احتياجات التمكين والتطوير تحددها طبيعة المهارات والخبرات والمعارف التي يتطلبها القيام بمهام ومسؤوليات كل موقع وظيفي إضافة إلى خلاصة تقييم الأداء”.

وقال: “يجب العمل على نظام اعتماد التميز المؤسسي الخاص بالمبرات والذي يشكل الحاضن في معاييره لكل التوجهات التي نصبو إليها والضامن إلى تحقيق رؤية المبرات بكل ما يقاس من الأفكار والأهداف والقيم والبرامج. وستقوم وحدة التطوير المستمر والتقييم الذاتي المركزية بالتنسيق مع إدارات المؤسسات والوحدات الفرعية بوضع وتنفيذ خطة للتعريف بالنظام والتدريب اللازم للحصول على شهادة التميز المؤسسي تدريجيا وبحسب جهوزية كل مؤسسة”.

شكرون 
بدوره، لفت شكرون الى أنه “لا يمكن أن تبلغ التربية أهدافها السامية في غياب التعاون بين البيت والمؤسسة التربوية رسمية كانت او خاصة”، مشيرا الى أن “الاستثمار في البيئة الحاضنة لوجود المؤسسات التربوية الخاصة وتوجيهها هو جزء من نجاح المؤسسة”.

وشدد على أنه “لا يمكن أن تنجح المؤسسة وحدها في ترسيخ الأفكار والقيم والسلوكيات الوطنية والروحية والاجتماعية، إذا كان التنسيق غائبا بين المؤسسة والأهل والمجتمع المدني والقوى المدنية المؤثرة في المجتمع”.

وأوضح أن “التأني في اختيار مدير المؤسسة التربوية والبحث عن الشخصيات التي تتقن التواصل بين الأهل والمجتمع يشكل سببا رئيسيا للنجاح في المهام التربوية”.

ونوه بالدور الذي “تلعبه لقاءات التعاون بين البيت والمدرسة في بناء شخصية المتعلم وصقلها والعمل على انفتاحها وتقبلها الآخر والمسامحة وحل النزاعات بالطرق السلمية واستعمال العقل بدلا من الغرائز وترسيخ المواطنة بدلا من التباعد”.

ورأى أن “تاريخ مؤسسة المبرات في إنجازات مدارسها في التربية على المحبة وقبول الآخر وتعزيز القيم الروحية والوطنية السليمة يشكل نموذجا مختلفا”.

ندوة 
بعد ذلك، عرض تقرير عن “الشراكة في المبرات”، ثم عقدت ندوة بعنوان “الشراكة مع الأهل، تجارب وتحديات”، شارك فيها أمين عام أسرة المدارس الأرثوذكسية الأب جورج ديماس، مديرة كلية خديجة الكبرى التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ميرفت علي حسن بدر، أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية ومدارسها الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ونائبة المدير العام للتربية والتعليم في جمعية المبرات الخيرية رنا اسماعيل.

وقال ديماس: “إن المدرسة بالأساس ليست مدعوة للحلول مكان الأهل، بل إلى مساندتهم في العملية التربوية لأنهم المسؤولون الأول عن تربية أولادهم، وهذه المسؤولية ليست فقط معنوية بل هي قانونية”.

وأوضحت بدر أن “مشاركة الأهل في العملية التعليمية تؤمن الاطلاع المستمر على تطور أبنائهم ونمو قدراتهم الاجتماعية والنفسية والأكاديمية المعرفية، كما توفر لهم إمكانية مساعدتهم في المنزل ومعرفة أسس التعامل معهم وفقا للمرحلة العمرية التي يمرون بها”.

بدوره، شدد أبو المنى على ضرورة “إقامة التوازن بين حق المدرسة في قيادة العملية التربوية وبين حق الأهل في المشاركة، وضرورة حث الأهل على المشاركة وتنظيم هذه المشاركة على أسس واضحة، لتبقى للمدرسة هيبتها، وللمعلمين ريادتهم، وللأهالي حضورهم”.

أما اسماعيل فدعت إلى “مأسسة شراكة حقيقية مع الأهل وإنعكاس ذلك في الممارسات ليصبح ثقافة متجذرة، والقيام بمراجعة شاملة لكل الإجراءات وآليات التواصل المتعلقة باستقبال الأهل والتطلع إلى أي مدى تعطي الإجراءات والآليات المجال الكافي والمحفز للأهل للتواصل الإيجابي والمثمر مع المؤسسة”.

فضل الله 
بعد ذلك، قال رئيس جمعية المبرات الخيرية العلامة السيد علي فضل الله: “مسؤوليتنا على مستوى المؤسسة أن نعمل على مواجهة العنف والتعصب والانغلاق والتطرف والجهل والمغالاة الذي نعيشه في حياتنا وأن نعمل على العلاج والوقاية من هذه الأمراض التي وصلت إلى مجتمعنا”.

أضاف: “نحن لن نكون في أي مرحلة من المراحل صدى للواقع، لقد تعلمنا من خلال كل هذا التاريخ الذي تمثله هذه المؤسسات وبنيت على أساسه، أننا سنبقى نحمل هذا الفكر العقلاني المنفتح المتواصل الذي يدعو إلى الحوار والذي يعتمد مبدأ الكلمة الطيبة والتسامح”.

وختم: “نحن لسنا فقط مؤسسات تعليمية، بل علينا المزج بين العلم والتربية، فالتعليم قد يكون مشكلة إن لم يقترن بالبناء الأخلاقي والإيماني، فعلينا أن نخفف أثقال التعليم على الأهل وأن نتعاون على المستوى التربوي على بناء هذه الروحية وأن نبقى على تواصل دائم معهم فهم شركاء حقيقيون في المسألة التربوية”. 

اأخبار ذات صلة