نظّمت جمعيّة المبرّات الخيريّة يوماً تدريبياً سنويّاً بعنوان: “نحو الرعاية الفُضلى” شارك فيه المشرفون الرعائيون في مؤسساتها الرعائية، وذلك في مبرّة السيدة خديجة لرعاية الأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة، ودار الصادق للتربية والتعليم على طريق المطار.
تخلل هذا اليوم التدريبي، ورش عمل، حول بناء الثقة بين المشرف الرعائي والأبناء، كيفيّة إدارة سلوك الأبناء، تنمية دافعية الأبناء للتعلّم، إضافة إلى شرح للبرامج التربوية الرعائية المعتمدة في مؤسسات الجمعيّة.
فاتحة التدريب، كلمة لرئيس جمعيّة المبرّات سماحة العلّامة السيّد علي فضل الله، تحدّث فيها عن العمل الرعائي، معتبراً أنه: “من أفضل التجارب التي يمر بها الإنسان، لأن الإنسان في هذا العمل يتقمّص أكثر من شخصية، شخصية الأب، وشخصية الأم، وشخصية القاضي، وشخصية الحاكم، وشخصية المسؤول، وشخصية الموجه لمعالم المستقبل”. ورأى أن: “الإعداد لهذا العمل ينبغي أن لا يتوقف، والاستفسار عن كل جديد أيضاً لا يتوقف، والعمل يجب أن يتجدد دائماً”.
وأشار إلى أن “العمل الرعائي بحاجة لتدقيق ومتابعة وإبداع”، قائلاً: “الأجيال الآتية إلينا يجب أن نتعرّف عليها، أن نكتشفها، أن نفهمها، وبعد ذلك نبحث عن حلول لمشكلاتها”. وخاطب المشرفين الرعائيين بالقول: “عليكم أن تنظروا بعين المحبة لهؤلاء الأبناء، وتحسّنوا صورة المستقبل أمامهم”، لافتاً إلى أن ” من يتقدّم إلى العمل الرعائي بعقلية المهنة هو فاشل منذ يومه الأوّل”، داعياً إلى “أن يكون المشرفون الرعائيون أحسن الناس خلقاً وعلماً ومعرفة بمجتمعاتهم”.
وشدّد السيّد فضل الله على ضرورة: “أن نتعاون ونتبادل الخبرات لنقدّم الأفضل للأبناء”، مؤكداً على “أهميّة تأمين متطلبات الإشراف الرعائي لناحية الأمان والرحمة”.
وقال: “نطمح إلى مخرج من المؤسسات الرعائية، قادر من خلال وعيه الديني على ممارسة التفكير والنقد والحوار والانفتاح على التجديد والتنوع الديني، بعيداً عن الغلو والخرافة والجحود والتعصب”.
وأضاف: ” نحن نؤمن بفكر منفتح ولا نريد أن نكون متعصبين، نحن حريصون أن نفتح قلوبنا لكل الناس، وعنوان هذه المؤسسات الانفتاح، وكما تعلمون عندنا تنوع على المستوى المذهبي والسياسي، نحن علميون نؤمن بما نؤمن به لكن غير منغلقين، هذا هو فكر سماحة السيد”.
وحول التناول السلبي لعمل المؤسسات الرعائية في وسائل الإعلام قال السيّد فضل الله: “هناك من يقدّم صورة سلبية عن المؤسسات، علينا التمعّن في بعض ما يُروى، لأن بعض هذه المؤسسات ربما يقوم بأعمال تحتاج لمعالجة، وقد يكون من يتحدّث بهذا المنطق من الإعلاميين هدفه الإصلاح، ولكن في المقابل هناك، من يريد للمؤسسات الرعائية أن تخاف من هذا الجو الإعلامي”.
وأضاف: “هذه المؤسسات هي حاجة للناس، ونحن نقول أهلاً وسهلاً بكل الناس؛ رعاية شاملة، نصف رعاية، أو رعاية أسرية. والمؤسسات الرعائية تعمل بجدية، وهي تنطلق من عمل تربوي مدروس، ومن خبراتها المتراكمة، تربوياً ورعائياً، وهي تقدّم الجيّد والجديد في كافة المجالات، كما تقدم النشاطات المختلفة، وهذا العمل يحتاج إلى تسويق، لأن كثيرين من الناس لا يعرفون ما يجري، وعندما يزوروننا يتفاجأون بما نقوم به، يقولون رأينا إنجازات مهمة، وحياة جميلة، ونشاطات مميزة”.
وأوضح السيّد فضل الله أنه “ربما يكون هناك نقص في إعلامنا، وينجح إعلام آخر بتسجيل نقاط الضعف على بعض المؤسسات الرعائية فيكبّرها، لذا نحن نصرّ من خلال عملنا على أن تبقى مؤسساتنا الرعائية في مصلحة هذا الجيل ومستقبله”.
وختم: “ما نؤكد عليه، هو أننا حتى نكون مسلمين لا بدّ أن نكون منصفين مع كل الناس”، راجياً “أن يكون في الحراك الاجتماعي مساهمات من إسلاميين ومتدينين، في وقت نجد بعض السارقين والمتلاعبين باسم التدين”.
كلمة العلّامة السيد علي فضل الله في حفل تأبين مدير دائرة التكنولوجيا نادر يزبك وعائلته
نلتقي اليوم لنؤبن اخا عزيزا افتقدناه حيث كان له موقعه ودوره وحضوره الفاعل معنا، وإذ يتجدد شعورنا بالحزن في هذه … Read More