تستمر نشاطات اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية والتي تهدف إلى مد جسور تواصل وشركة بين الدولة ومؤسساتها والأهالي وإدارات المدارس لإيجاد فرص متساوية بين تلامذة ورفاق لهم في الصف يعانون صعوبات تعلمية.
تكررت أمس المطالبة بإقرار منح ذوي الحاجات الخاصة حقهم في حياة كريمة وذلك في احتفال المدارس باليوم الوطني في بيت الطبيب بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومركز “SKILD”.
لحظات وبدأ الاحتفال الذي تميز بلوحات من التلامذة تسلط الضوء على ثقافة الدمج وأهميتها. بداية، دخل تلامذة من مدارس دامجة في كلية خالد بن الوليد التابعة لجمعية المقاصد. ظهرت صورة آغاتا كريستي التي تربعت على عرش الرواية البريطانية على شاشة خلف تلميذة قالت: “أنا الروائية التي شغلت العالم بسحر رواياتها التشويقية. لكنكم لا تعرفون أنني أنا آغاتا كريستي عانيت من عسر الكتابة وصعوبة في تذكر الأرقام”. وعن الشخصية الثانية ألبرت آينشتاين قال تلميذ: “أنا ألبرت آينشتاين، عانيت صعوبة في النطق وكان يُشك في أنني أعاني عوارض التوحد وعسر القراءة”. وقال تلميذ ثالث: “أنا نابوليون بونابرت الأمبراطور، كان لدي درجة خفيفة من التوحد و”عسر في القراءة”. أما التلميذ الأخير فقدم نفسه قائلاً: “أنا ليونارد دتفنتشي عشت مع “عسر في القراءة”.
فعل تضامن ….
هذه اللوحة جعلت الحماس واضحاً على وجه رئيس جمعية المقاصد أمين محمد الداعوق، وشكلت مقدمة مهمة للاحتفال الذي انطلق بعرض الفيلم المستخدم في حملة التوعية ويظهر فيه كل الأفرقاء الرسميين وغير الرسميين من أهل التربية والمؤسسات للدلالة على ثقافة الدمج. وللمناسبة، ألقت مديرة المشاريع التربوية في المجلس الثقافي البريطاني ميساء ضاوي كلمة تحدثت فيها عن “المساواة في الفرص، وهي حجر الزاوية في قيم المجلس”. وأعلنت عن إطلاق المجلس مادة دراسية عن الحاجات الخاصة على الإنترنت لإتاحة الفرصة للتربويين للتعمق في فهم التحديات التي تواجه التلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية”.
أما السيدة هبة نشابي من كلية خالد بن الوليد فطالبت بتحقيق العلم للجميع بلا تمييز في الشكل والمضمون. في الشكل، شددت أولاً على وجود قانون يحمي حق ذوي الحاجات الخاصة المدرسي والجامعي وتوفير فرص العمل لهم ، ثانياً توظيف هذه الفئة في الوظائف العامة، وثالثاً، إنتسابهم إلى المدارس الرسمية والجامعة الوطنية والعمل على تجهيز الأماكن بما يتناسب مع متطلبات هذه التربية وتدريب الكادر التعليمي في المراحل كلها”. أما في ما خص المضمون فقد لفتت على “ضرورة المضي قدماً في المناهج التربوية التي يعدها المركز التربوي وتخصيص موازنة لدعم هذه المناهج وتدريب المعلمين وإيجاد شركة حقيقية مع المدارس الخاصة”.
ويعود تلامذة مدارس دامجة في المبرات إلى المسرح ليطالبوا بحقهم من خلال أغنية، وقالوا بصوت عال: “هنا حيث مبرتنا نلنا حسن استقبال مدارس حتى صارت معنا رغم الأحوال تنشر علماً يحوطنا بالقبول والأفعال..”.
وعدنا إلى برنامج التربويين. بعد تنويه بدور المعلمين والأهل والمهنيين الرسميين في الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة، توقف الأمين العام للمدارس الإنجيلية، المنسق العام لليوم الوطني الدكتور نبيل قسطة عند الدليل الذي جمع 70 مدرسة مؤهلة لاستقبال ذوي الحاجات الخاصة آملاً في تطويره السنة المقبلة بعدد أكبر من المدارس الدامجة في لبنان. أما رئيسة وحدة البرمجة والتطوير في المركز التربوي مرتا تابت فقد أعلنت عن برنامج مشترك لإعداد مدربين ومعلمين للصعوبات التعلمية في المدارس الرسمية تعم المناطق اللبنانية بإشراف المركز. وجدد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار إلتزامه هذه القضية بينما بدا التأثر على وجه رئيسة المركز التربوي الدكتورة ليلى مليحة فياض التي طالبت الحضور بالوقوف والتصفيق للحاضرين تنويهاً بإلتزامهم.
وتوالت لوحات المدارس من الزجل المميزعن القضية لتلامذة المدارس المدمجة للمدرسة المعمدانية الإنجيلية وصولاً إلى نموذج استثنائي للدمج ومقاربة تعليم الجغرافيا لمدرسة سان جورج، فمشاركة تلامذة مدارس دامجة في مدرسة زهرة الإحسان في أغنية تفي بالمطلوب.
نشير أخيراً إلى أن المجلس الثقافي البريطاني دعا إلى لبنان كل من الخبيرتين البريطانيتين سالي فارلي وماري ديلاني لعرض رؤية كل منهما عن ذوي الحاجات الخاصة. فقد ركزت ديلاني في كلمتها على أبرز مصادر الصعوبات التعلّمية التي تعود في معظمها لصدمات أو لخسارة أحد المقربين أو لقلق يعوق عملية كسب المعلومات. أما فارلي فنوهت بدور المعلم الذي من واجبه ملاحظة اي عوارض لصعوبات تعلمية عند التلميذ للتدخل في حالته في شكل مبكر…