احتلفت جامعة العلوم والآداب اللبنانية USAL في قرية الساحة التراثية، بتخريج دفعة 2022 من طلابها، برعاية وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي وحضوره إلى جانب رئيس جمعية المبرات الخيرية العلّأمة السيد علي فضل الله، رئيس مجلس أمناء الجامعة ومدير عام جمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله، وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الأشغال الدكتور علي حمية، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الاسلامية المسيحية ناجي خوري، النائب فادي علامة، مديرة المركز التربوي للبحوث والانماء هيام اسحاق، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، ممثلين عن جامعات ومؤسسات تربوية واجتماعية وإعلامية واقتصادية، أعضاء من مجلس أمناء الجامعة، مديرين من مؤسسات المبرات، أساتذة الجامعة وهيئتها الإدارية وحشد من أهالي الطلاب.
استهل الحفل بدخول موكب المتخرجين، ومن ثم دخول موكب الهيئة التعليمية، فموكب مجلس الجامعة. وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني اللبناني تم إطلاق نشيد الجامعة، ثم قدمت الأستاذة رندلى جبور الحفل قائلة:” هي لحظة على سرعتها، إلا أنها تختصر الحياة، تختصر روحانيّة بذلٍ لا مثيل لها، مارسها أهلٌ حرصوا على تعليم بناتهم وأبنائهم، ومارسها إداريون جعلوا البيئة الجامعية مناسِبة لاحتضان الطموحات الشابة وتغذيتها، ومارسها تربويّون قدّيسون قدّموا ما في جعبتهم إلى جيوب الطلاب العقلية والفكرية والنظرية والمهنية، ومارسها متعلّمون ممتلئون بالاحلام، وشقّوا طريق الحلم من جامعة العلوم والآداب اللبنانية المولودة من رحم المؤسسة الام، المبرّات الخيرية، التي قدّمت للبنان هذا العام كما في كل عام، متفوّقين في الشهادتين الرسميتين المتوسطة والثانوية، وهذه المؤسسة طالعة من بَرّ البِرّ إلى رحاب العطاء بكل وجوهه”.
بعد ذلك كانت كلمة رئيس الجامعة د. محمد رضا فضل الله وفيها: “الجامعة تبنت منذ انطلاقتها خيار التميز، وهدفها الكبير توفير تعليم أكاديمي نوعي في مجالات اختصاصاتها المتنوعة، وأعطت مساحة واسعة من جهدها لانتاج بحوث علمية أكاديمية ونشرها في مجلات علمية رائدة محلياً وعالمياً، وقد عقدت المؤتمرات العلمية وكان آخرها مؤتمر تربية ورعاية الموهوبين الذي شارك فيه أكثر من 120 باحثاً من مختلف الدول العربية والأجنية، إضافة ‘لى تأسيسها مركز بحوث تعزيز الحماية السيبرانية الذي كشف عن المئات من الثغرات الأمنية في أنظمة المعلومات في لبنان وملايين الهجمات السيبرانية التي يتعرض لها البلد”.
وأضاف:” إنطلاقاً من نظام الجودة التي تتبناه أكدت الجامعة على ما يحصن البنى الإدارية والاكاديمية من المحافظة على الكوادر التعليمية والإدارية التي تمتاز بالكفاءة، إلى التركيز على البيئة الطلابية الجاذبة التي تثير الحيوية وتحرك السكون وتنمي شخصية الطالب”.
وأشار إلى أن “الجامعة أسست صندوق دعم الطالب لمساعدة الطلاب المغتربين مالياً، ومنحت المساعدات المالية والاجتماعية للطلاب المحتاجين والمتفوقين، وتكفلت بكامل أقساط الطلاب الأيتام”.
ولفت إلى أنه “في ظل الأزمات الراهنة، اعتمدنا قدر الإمكان على التعليم الحضوري مع الاستفادة من تجربة التعليم الافتراضي خلال الفترة السابقة، وما أثلج قلوبنا هو انخراط معظم المتخرجين في سوق العمل”.
ثم كانت كلمة الهيئة التعليمية في الجامعة ألقتها الدكتورة حوراء حوماني قالت فيها:” نفخر كأساتذة جامعة العلوم والآداب اللبنانية، بحصاد زرع الطلاب، وقد أثمر في صرح تعليمي يضع مصلحة الطالب فوق كل اعتبار، ونفرح كمعلمين بانجازات المتخرجين وسط كم الصعوبات والقلق الذي يعيشه وطننا، ونأمل كمدربي حياة أن تفتح كل الأقفال في المتخرجين فتتسع الآفاق لمواهبهم ومهارتهم المكتسبة.”
ودعت المتخرجين إلى:” التوجه نحو الدراسات العليا، بالشغف نفسه، مهما كان التخصص، لنتحول من شعب باحث عن الاكتفاء اليومي أو طامح نحو الهجرة إلى أمّة باحثين في شتى المجالات، فنرقى بلبنان إلى حيث يستحق منا هذا الوطن”.
كلمة المتخرجين ألقتها المتخرجة سميرة عوض قالت فيها:” لحسن حظي أتممت مراحلي الدراسية ضمن المؤسسات التربوية لجمعية المبرّات الخيرية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى المرحلة الجامعية حيث كنت مجدداً ضمن مؤسسات الجمعية، جامعة العلوم والآداب اللبنانية، واليوم أنا موظفة في إحدى المؤسسات التي ساهمت الجامعة في تأمين فرصة عمل لي فيها ضمن اختصاص علوم الكمبيوتر، واستطعت ابراز مهاراتي العلمية والتقنية المنافسة في تلك المؤسسة”.
بعد عرض لوثائقي عن الجامعة، ألقى راعي الاحتفال الوزير الحلبي كلمة جاء فيها:” لم أتردد للحظة في الموافقة على رعايتي لاحتفال تخرج طلاب وطالبات جامعة العلوم والآداب اللبنانية لأنّ مشاركتي في هذا الاحتفال خصوصاً له معنى خاص يرتبط بالبعد الذي تحمله من تجربة جمعية المبرات الخيرية التي اكتسبت اسمها ودورها وموقعها من مبادئ وأخلاقيات سماحة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله. هذه الجامعة من نتاج جهوده وهو العلامة المنفتح على الحوار والتواصل والمرجع الذي يهتدي بأفكاره طلاب العلم، والمجدد دوماً في تعاليم الإسلام والمتنور في فكره والجريء في طروحاته، وفي الفكر التربوي أيضاً”.
واشار إلى أنّ:” الاستناد إلى التجربة التربوية لجمعية المبرات الخيرية يوسع فضاء العطاء لجامعتكم، لكنها تتطور بالمشاريع المستقبلية والشراكة التعليمية المحلية والعالمية، ومعاهد البحوث والمراكز الدراسية المتخصصة، ولذا فإن المطلوب من الجامعة أن تجيب عن أسئلة المستقبل في ظل الأزمات التي يعانيها البلد ومؤسساته ومن بينها التعليم العالي”.
وأضاف :” منذ أن توليت مسؤوليتي الوزارية وأنا أعالج التراكمات الكثيرة التي أثرت على التعليم العالي. تسلمنا ملفاً مليئاً بالثغرات ويشوبه الكثير من المخالفات، أبرزها عدم الالتزام بالمعايير الاكاديمية وبالجودة، فعملنا على إعادة تقييم وضع الجامعات، بهدف المحافظة على تميز القطاع ورياديته. أعدنا تشكيل مجلس التعليم العالي مع لجانه الفنية ليتمكن من مواكبة أوضاع الجامعات الخاصة وضبط المخالفات وتطبيق قانون التعليم العالي مع المحاسبة والمكاشفة واستعادة الممارسات القائمة على المعايير والجودة. ضبطنا موضوع التراخيص، لدفع الجامعات إلى تطوير مناهجها وربطها بسوق العمل. وركزنا في المجال الأكاديمي على هيكلة التعليم العالي بالتعاون مع السلطة التشريعية لإقرار مشروع ضمان الجودة، إضافة إلى مشاريع تسهم في استقرار هذا القطاع وتصويب عمله وتطوره”.
ولفتً إلى أن :” الهاجس الاول بالنسبة إلي إطلاق الآليات المناسبة لترتيب أوضاع القطاع. فعّلنا عمل المديرية العامة للتعليم العالي بتعيين مدير عام جديد، لتتمكن من القيام بدورها وممارسة مهماتها. عملنا على تذليل العقبات ووضعنا استراتيجية للتعليم العالي نستكمل هيكليته تباعاً. وبدأ المجلس مع لجانه الفنية في استعادة دوره فأقر الصيغة النهائية لمشروع مرسوم تنظيم الترخيص لبرنامج الماجستير في الجامعات الخاصة، ورفض الترخيص لأي مؤسسة تعليم عال جديدة في ضوء الحالة الراهنة لهذا التعليم، وتوصية المجلس أيضاً بأن لا تتم إحالة أي طلب على اللجنة الفنية الأكاديمية يتعلق باستحداث إختصاص أو شهادة في إختصاص مرخص به، إلا بتضمين الطلب دراسة علمية موثقة للجدوى. وبذلك وضعنا الأسس والمداميك التي تعيد للتعليم العالي رياديته وقدرته على المنافسة”.
وقال:” أمامنا تحدٍ لا يقل أهمية عن غيره هو التحدي المالي. فعدم الاستقرار في التدريس يؤدي إلى نشوء سلبيات كثيرة وهي تقف حجر عثرة أمام تلبية متطلبات قطاع التعليم العالي ومتابعة ملفاته. لذلك إن رؤيتنا للتربية تستهدف النهوض بالقطاع على قاعدة واضحة وتامين متطلباته بخطط آنية وطويلة المدى وعلى رسم مستقبل لبنان التربوي. وهدفنا أيضاً إلى جانب الجودة الاكاديمية أن تطوّر الجامعات المناهج والتحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيا”.
وخاطب المتخرجين في ختام كلمته بالقول:” أنتم المتخرجون قادرون على صنع لبنان الغد واستعادة المؤسسات وتكريس مفهوم الدولة. المهم ألا ترتهنوا لأحد وأن تعملوا من أجل تغيير حقيقي لمستقبل لبنان. أقول لأبنائنا المتخرجين في هذه الدفعة، إن الشهادات التي ستحملونها هي جسر عبور إلى الحياة والعمل والمعرفة الأوسع وخدمة الوطن. الرهان دائماً عليكم بأن تثقوا بوطنكم وأن تعملوا من أجله، فلا تتنكروا للبنان بل رسخوه في وجدانكم وكونوا في خدمته إذا احتاجكم واصنعوا لبنان الغد. احملوا أفكار العلّامة الراحل بمزيد من العطاء والمثابرة. وأنا على ثقة أن جامعتكم في أيدي أمينة كما ارادها السيد وأسس لها”.
في ختام الحفل وبعد الصورة التذكارية لوزير التربية مع الهيئة التعليمية، كان صعود المتخرجين إلى المنصة وتسلّم الشهادات من رئيس الجامعة ورئيس مجلس الأمناء وأعضاء مجلس الجامعة.