فضل الله زار مدرسة رسول المحبة في جبيل: لنعمم تجربتها النموذجية في التعايش لمواجهة مشاريع القتل

Share on facebook
Share on twitter
Share on print

زار العلامة السيد علي فضل الله مدرسة رسول المحبة في جبيل، وكان في استقباله مدير الثانوية محمد سليم، وعدد من أفراد الهيئة التعليمية والإدارية، وطلاب الثانوية. في البداية، قص شريط افتتاح قسم المرحلة المتوسطة في الثانوية، في حضور رئيس بلدية جبيل زياد حواط، وإمام جبيل الشيخ غسان اللقيس، والقاضي الشيخ يوسف عمرو، ومسؤول قطاع جبيل وكسروان في “حزب الله” الشيخ علي برو. ثم قام الحضور بجولة تفقدية في الصفوف، استمعوا خلالها إلى شرح مفصل عن أساليب التدريس، والمنهجية المتبعة فيه.

بعدها، ألقى فضل الله كلمة أمام المعلمين والإداريين، عبر فيها عن سعادته بلقائهم، واعتزازه “بما يبذلونه من جهد وتفان في عملهم، سعيا لإنجاح هذه المؤسسة وتطويرها وتقدمها نحو الأفضل”.

وقال: “نريد لهذا اللقاء أن يكون من القلب إلى القلب، بعيدا عن كل المجاملات والحواجز. وما وصلت إليه هذه المؤسسة، كان بفضل جهودكم وتعاونكم ورساليتكم وإخلاصكم”.

وأضاف: “ليس مستغربا منكم هذه الحيوية وهذا النشاط، وأنتم تعملون في مدرسة تحمل اسم رسول الله، وتذكرنا بكل هذا التاريخ المشرق، وبحضارتنا وهويتنا، وبكل هذه القيم التي جاء بها رسول الله للبشرية جمعاء، وفي طليعتها المحبة، التي نريدها أن تنعكس على الآخر”.
وقال: “نحن في هذه المدرسة، وفي كل المؤسسات، ننطلق من فكرٍ هويته الانفتاح والتواصل مع الآخر، ولا نؤطر هويتنا ضمن مذهب أو طائفة أو موقع سياسي، ولدينا قناعاتنا، ولكن هدفنا الأساسي في هذه المؤسسات، هو بناء شخصية الإنسان الذي يعيش الانتماء إلى هذا البلد، ويؤمن بالمواطنة والشراكة. وأهمية هذا اللقاء، هو في تنظيمه في هذه المدينة العريقة؛ مدينة جبيل، لما تمثله من تنوع وتاريخ وحضارة وقيم”.

ولفت إلى أن “مشكلتنا في لبنان والشرق، تنبع من تركيزنا الدائم على مواقع الاختلاف، والعمل على تعميقها، من دون الاهتمام بمواقع اللقاء والمشتركات. ومن هنا، مسؤولية المدرسة كبيرة في تربية أجيال تؤمن بالوطن والتعايش، وتعمل لمستقبل واعد، وتحمل كل قيم الأديان”.

وتابع: “نريد لتجربة جبيل في التعايش والتعاون والتلاقي والتواصل، أن تعمم، لتشكل نموذجا في مواجهة من يسعى إلى زرع بذور الخوف والحقد، والقتل باسم الدين، وإقامة الحواجز والمتاريس تحت عناوين مختلفة. ونحن نتطلع دوما إلى وطن يشع علما وإبداعا وفكرا وثقافة على المنطقة، في ظل هذه الفوضى والحروب والفتن المتنقلة؛ وطن له دوره المؤثر، بدلا من أن يبقى أسير التجاذبات والصراعات التي تعصف بمنطقتنا، من أجل تمرير مشاريع لإعادة تقسيمها على أسس طائفية ومذهبية وعرقية تخدم المشروع الصهيوني”.

وختم فضل الله: “إن طابع مدارسنا إسلامي، ليس بالعنوان ولا بالشكل، بل بالعمق الإنساني والمضمون الانفتاحي، لنقدم الصورة الحضارية لهذا الدين، الذي يحترم الآخر، ويؤمن بالفكر المنفتح والتنوع. ولذلك، لا بد من تأكيد البعد الروحي في بناء شخصية الإنسان، وتعزيز علاقته مع الله، من أجل تحصين أنفسنا من الانحراف والانسياق وراء الشهوات والغرائز”. 

اأخبار ذات صلة