استقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله وفدا من مدرسة رسول المحبة(ص) في جبيل برئاسة مديرها الأستاذ محمد سليم قدم له التهنئة بمناسبة ولادة الإمام زين العابدين(ع) والإمام الحسين(ع) ووضعه في أجواء نشاطات المدرسة والعلاقة المميزة والاحترام المتبادل مع مختلف المكونات في جبيل إضافة إلى التحديات التي تواجه رسالتهم التعليمية في ظل الأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة.
وبعد الترحيب بالوفد أشاد سماحته بروح الانفتاح والمحبة التي تحملها هذه المدرسة من خلال علاقاتها الوطيدة مع مختلف المكونات المتنوعة في مدينة جبيل ومحيطها شاكرا للعاملين دورهم الفاعل وجهدهم الكبير الذي أوصل هذه المؤسسة إلى هذا المستوى من التطور والتقدم الذي مكنها من أن تؤكد حضورها بين المؤسسات الأخرى.
وأكد سماحته على المكانة المميزة لهذه المنطقة التي كانت في قلب سماحة المرجع فضل الله(رض) وعقله فهو هدف من إنشاء هذه المؤسسة أن تكون معلما من معالم الوحدة الوطنية والإسلامية وهي كانت ولا تزال تشكل انموذجا في العيش المشترك والتلاقي بين الأديان.
وأضاف سماحته: هذا النجاح والتفوق الذي تحقق ووصلتم إليه يحملكم مسؤولية المضاعفة في الحفاظ عليه لأنكم سوف تواجهون الكثير من السهام التي تريد ان تحبط عملكم وهمتكم ونحن على ثقة بقدرتكم على تحمل هذه المسؤولية في المحافظة على هذا التميز وهذا المستوى العالي من التعليم والتربية والكفاءة.
وتابع سماحته: لقد استطعتم بهذه الروحية التي عملتم فيها في ان تقدموا أنموذجا أخلاقيا وإنسانياً وتأكدوا أن الخصوصية التي نعيشها ليست عائقاً أمام الانفتاح بل تشكل حالة من الغنى لهذا التنوع الطائفي والمذهبي الذي نعيشه في هذا الوطن.
وقال سماحته: لقد استطعتم ان تقدموا هذه الصورة الناصعة والمشرقة في بناء جيل رسالي يحمل الأخلاق والعلم ويؤمن بالمفاهيم الإنسانية والوطنية بعيدا عن أي انتماء طائفي او مذهبي أو ديني..
وختم سماحته كلامه بالقول: لبنان والعالم يعيش مرحلة تحديات صعبة ومعقدة على أكثر من صعيد لذلك نحن مدعوون إلى تعزيز لغة الحوار والتفاهم فيما بيننا بدلا من الخطابات الحامية والاتهامات التي تزيد الأمور تعقيدا ولاسيما اننا على أبواب الانتخابات النيابية حيث بدأنا نشهد المزيد من التأزم في استخدام مفردات شعبوية لكسب صوت الناس بعيدا عن طرح برامج واقعية وفعلية تخرج هذا الوطن من ازماته.