وجه مدير عام المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله رسالة إلى المعلمين في عيد المعلم تناول فيها التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية والمعلمين على أكثر من صعيد، داعياً إلى “عدم الإنكسار أمام المِحَن والنوائب وضيق العيش وإلى التحلي بشجاعة الأنبياء ووعيهم”، مشدداً على “ضرورة التحلي بقيمة الصبر وعدم اليأس خلال الأزمات كأداة فاعلة في عمليتيّ التعلّم والتعليم”.
وقال: ” اليوم نتألّم معاً ونفرح معاً، نلتمس تعبكم ووجعكم، نشعر بالشدّة التي تواجهون بالعناء والعسر، مقتدين بمن سبقنا من الأنبياء والرسل رافعين رؤوسنا أمام أهل الفساد وبروح من عزيمة النبوّة وإرادتها الصلبة تماماً كما واجه موسى فرعون وكما واجه المسيح تجّار الهيكل، وخاتمُ الأنبياء عبدةَ المال والأصنام.”
وتابع: “إن الإيمان يفرض علينا أن نواجه الأزمات ونستمر في الخط الرسالي من دون الوقوع في اليأس تحت تأثير الأجواء السلبية التي تواجهنا في الاقتصاد والاجتماع والسياسة مما يدعو إلى التشنج والانصراف عن التفكير في المسؤولية”.
واستذكر وصايا مؤسس المبرات المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي ” كان يحثّنا في خطبه أن نتسلهم من سِيَر الأنبياء عدم اليأس والسقوط عند التحدّيات، والثبات وصنع القوّة، وتغيير أنفسنا من الداخل، وأن نعيش الأمل الكبير بالله تعالى، وضرورة أن يتحلى التربويون بالجَلد والمثابرة ومجانبة أي انفعال سلبي عندما يحلّ أي بلاء شخصي أو اقتصادي أو أمني، وأن نبقى في مسيرة الصبر وتخطي الأزمات كالجسد الواحد يشدّ بعضنا بعضا، وأن نحرّك كل الإمكانيات الموجودة لدينا لكي لا نتحوّل إلى نفسيات مظلمة”.
وتطرق للتحديات التي أفرزتها جائحة كورونا قائلا:” أن المعلم في المبرّات في هذه الأزمة كان رسالياً يبذل جهوداً مضنية لإيصال التعلّم لتلامذته بكثير من الجهد والعناية وبكل وسائل التواصل الممكنة في فترة التعلّم عن بُعد”.
وأضاف: “لا أعتقد أن هناك الكثير من المدارس في لبنان أدّت دورها في التعليم عن بُعد عبر المنصة الالكترونية كمدارس المبرات، حيث كان فيها المعلم المعطاء صابراً لا يهتز أمام الظروف الصعبة والضغوط، ولذلك كان الإقبال على التسجيل متزايداً هذا العام في المبرات حفاظاً من الأهل على مستقبل أولادهم”.
وتوجّه إلى المعلمين بالقول: “سوف نستمر معكم لتخطّي الضغط النفسي الذي يلقي بثقله على التلامذة والأهل، ونتعامل برساليّة مع كل فاقد تعليمي لدى التلميذ، ونعزّز القدرات التعبيرية والكتابية وروح المنافسة لدى تلامذتنا مع مواصلة اكتشاف المواهب والقدرات. وإن كل ذلك يتطلب منّا ومن الإدارات توفير الدعم النفسي والاجتماعي للعاملين ليعيشوا بكرامة رغم قسوة الظروف”.
وتابع :” سنبقى معكم على مستوى ثقة مجتمعنا بنا، نطوّر القدرات ونحقّق أساليب متطوّرة في التربية والتعليم، ونخفف ما أمكننا من أثقال الضائقة المعيشية. وسوف تبقى مبادرات المبرّات تسعى للتخفيف من الأزمة الاقتصادية بزيادة الرواتب وتقديم المساعدات التربوية والصحية وغيرها ما يحقق شيئاً من الاستقرار الوظيفي، وذلك من خلال مؤسساتها الانتاجية وترشيد الإنفاق والسعي مع أهل الخير لدعم كل مؤسساتها”.
وختم مدير عام المبرّات: ” في عيدك أيها المعلم الكادح ألف وردة ووردة فأنت عبير الورود نتنشّقه ريّاً زاكياً تفوح المبرات بشذاه الطيب، وسوف نبقى نرى الوقوف في محرابك صلاة ننتصر فيها على الظروف الأصعب والتحديات الأٌقوى صبراً واحتساباً لغدٍ ننعم فيه معك بعقبى الدار”.