المطران حداد رعى احتفالا في مجدليون بعيد البشارة: ندعو كل مسؤول ليقوم بواجبه بدءا من انتخاب رئيس الى احترام الدستور

Share on facebook
Share on twitter
Share on print

أحيت “حلقة التنمية والحوار” بالتعاون مع “اللقاء الاسلامي المسيحي حول السيدة العذراء”، العيد الوطني لبشارة السيدة مريم العذراء، بحفل بعنوان “العيش الواحد مشتركات وتحديات”، برعاية راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد، تخللته اناشيد وترانيم دينية من وحي المناسبة قدمتها مجموعة من فتيات جمعية “المبرات الخيرية” التابعة لمؤسسة العلامة السيد محمد حسين فضل الله وجوقة المخلص.

حضر الإحتفال الذي اقيم في قاعة “مركز التنمية والحوار” في مجدليون – شرق صيدا، النائبان ميشال موسى وعلي عسيران، ممثل النائبة بهية الحريري منسق عام “تيار المستقبل” في الجنوب الدكتور ناصر حمود، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مطران صور للموارنة شكر الله الحاج، ممثل المطران الياس نصار المونسنيور غازي خوري، المسؤول السياسي “للجماعة الاسلامية” في الجنوب بسام حمود، ممثل “القوات اللبنانية” منسق قطاع الزهراني ادغار مارون، النائب الأسقفي للعلاقات العامة في المطرانية المونسنيور الياس الأسمر ونائب المطران حداد الأب توفيق حوراني وامين سر مطرانية صيدا للروم الكاثوليك الأب سليمان وهبي، السفير عبد المولى الصلح، رئيس لجنة ادارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور هشام قدورة وممثلون عن عدد عن هيئات المجتمع المدني في صيدا والجنوب.

حداد
بعد النشيد الوطني وترحيب من عريف الحفل وسيم الناشف، تحدث حداد فرأى ان “البشارة اصبحت بتدخل سماوي عيدا مشتركا للمسيحيين والمسلمين”. وقال: “من هذا المركز التنمية والحوار واستذكارا للمثلث الرحمة المطران سليم غزال صاحب الشعلة الأولى، يتحرك فينا شعور المواطن المنفتح على معطيات العيش المشترك من جهة وشعور المؤمن المتدين على معطيات الكتب المقدسة من جهة اخرى، فالعيد بالشراكة بشارة. انه عيد صيدا والمنطقة التي تتمايز بأنها تكرم مريم وعيسى وتؤمن بالعيش المشترك مثالا اعلى يحتذى به”.

أضاف: “العالم ينقسم بين حضارتين: حضارة الدين وحضارة العالم، ولرواد العقل لا صراع بين الحضارات، وعندما يدخل الصراع تنتفي الحضارة لأن الحضارة رقي اما الصراع فهو جهل وانحدار، لذا فالصراع متأت من جهل الحضارات وسوء فهمها. هذه الصورة تصور لنا أن كل مسيء لإنتمائه الحضاري يتطرف ويسيء الى اصوله، واصبحت كلمة الأصولية مرادفة للتطرف بينما هي عودة الى الأصل. ويا ليتنا نعود الى اصولنا لوجدنا انها سليمة المنشأ مهذبة الميول متزنة الخطى فاتبعناها. وعيد البشارة اليوم هو من تلك المحطات التي تعيدنا الى الأصول. في عيد البشارة تنتفي الخلافات ولو كثرت التنوعات، وجوهرها دعوة الانسان الى التوبة والتقرب من خالقه. تدخل البشارة كل مضامين الحياة وتقول ان الانسان هو اكبر قيمة من السياسة وهذه الأخيرة ليست الا لخدمة المواطن وعيشه بكرامة. البشارة اليوم تدعو كل مسؤول ان يقوم بواجبه بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية الى احترام الدستور ونشر السلام في الوطن”.

وختم: “ان البشارة تبعد التكفير الديني لأنها نابعة من الله والله لا يكفر احدا. بشارة في الداخل وعلى الحدود مكفرون، غريب هذا الأمر وعليه نراهن على لبنان البشارة لا على داعشية لبنان. نراهن على المستنيرين في الديانات السماوية لا على المسيئين للقرآن والانجيل ونراهن على انتصار الله لا على تشويه صورته”.

اسكندر
أما رئيس “حلقة التنمية والحوار” إميل اسكندر فقال: “ان وضع عيد بشارة السيدة مريم في خانة الأعياد الوطنية الرسمية جعله عيدا عابرا للطوائف وهو ما يندرج في اتاحة مساحة مشتركة جديدة. ومع تقديرنا لهذه الخطوة واهمية التركيز والبناء على بعض المشتركات الدينية الا ان المشتركات الحقيقية التي تؤسس لبناء دولة عصرية ومجتمع لبناني واحد معافى من امراض التعصب والتقوقع تكمن في جوانب اخرى من حياتنا الوطنية بدءا من القيم الانسانية السامية ومن التربية في البيت والمدرسة والجامعة مرورا بالقطاعات السياسية والاعلامية والوظيفية التي تؤسس لثقافة واحدة هي ثقافة المواطنة خارج الانتماءات الطائفية والمذهبية المدمرة”.

أضاف: “ان خطورة الأوضاع الحالية وتداعياتها على مستقبل الوطن وصيغة العيش الواحد تستدعي منا جميعا بدون مزايدات وتقاذف التهم ودفع المسؤوليات ان نباشر بخطوات عملية تتناول بداية وقف الهجرة المتسارعة وخصوصا هجرة الشباب ومعالجة اسبابها المعيشية والأمنية، يليها وضع ضوابط وطنية لعمليات تبادل ملكية الأراضي والنزوح من مناطق الاختلاط في السكن الى مناطق ذات لون واحد حيث لم يبق من معالم هذا العيش المشترك في المدن الكبرى وبعض مناطق النزوح الذي فرضته الحرب الا ما نراه ونقرأه في سجلات لوائح الشطب غير المدققة والمتخمة بأسماء الوفيات او الذين هاجروا وفي يقينهم عدم العودة الى الوطن بشكل نهائي”. 

وختم: “في هذا الزمن المفصلي الخطير اصبحنا عراة امام تاريخنا الذي نفتخر به ولم يعد يستر عرينا الا استذكار صور الماضي الجميل من دفاتر مدننا وقرانا الملونة بقصص الألفة والمودة وفي سيرة اسلافنا الذين عمروا مجد هذا الوطن ثقافة وابداعا. راجين ان تكون البشارة التي حلت يوما على مريم منذ الفي سنة فأثمرت في العالم سلاما ومحبة ان تحل اليوم على وطننا بشرى امل وعمل لا مناسبة احتفالية تتحول مع الوقت الى ذاكرة النسيان”.

خوري
بدوره، قال أمين عام “اللقاء الاسلامي المسيحي حول السيدة مريم” الدكتور ناجي خوري: “لقاؤنا اليوم له طابع خاص ذلك ان هذه المنطقة برمزيتها وما تحمل من دلالات تختصر حكاية وطن بأكمله شهدت على هذا التلاقي الذي بات انموذجا يحتذى في التعايش والتصالح ووحدة الحال. نحن اليوم احوج ما نكون الى هذه الوحدة لنكمل مسيرة التاريخ المديد ونقيم الوطن من كبوته. وما لقاء الخامس والعشرين من آذار الذي نحتفل به كل عام الا انطلاقة لهذا التلاقي الفريد في العالم وفي التاريخ. وهل اجمل وابهى من صورة مريم المتجلية في القرآن والانجيل المقدس حاضنة لهذا اللقاء الرائع”.

أضاف: “يحاولون تحطيم التراث وهدم الكنائس والمعابد ظنا منهم انهم يهدمون حقيقتنا ويسلخوننا عن ارضنا ولا يدرون ان اصالتنا لا تكمن في تماثيل اثرية او جدران وصروح بل في تراكم الزمن الذي جمعنا معا وفي ايماننا المشترك مسلمين ومسيحيين. هذا الايمان الراسخ رسوخ المحبة ولقد شاء بعض المدعين المسيحية ان يخترعوا مسيحا آخر وبعض المسلمين ان يحرفوا وينشئوا دولا لا تعترف بحدود، فليعلم الجميع ان اولئك المسيحيين ألد أعداء المسيحية واولئك المسلمين ابعد ما يكونون عن الاسلام”. 

وختم: “ولكل من عصب عينيه فاحتجبت عنه الرؤية نقول: نحن فتحنا عيوننا ليرى واحدنا نفسه في الآخر. يجب ان نبدأ ألا نخاف من بعضنا بل يجب ان نخاف على بعضنا. وسنظل على هذا الانفتاح لأننا به نبني ونشارك معا حول سيدتنا مريم، معا لبناء وطن التسامح والغفران واللقاء”.

شهادات
ثم كانت شهادات حية حول تاريخ وواقع العيش المشترك في صيدا وجوارها لكل من المربية الام اوجيني جنمبرت والدكتورة همسة الصلح والاعلامي وفيق الهواري. وقدمت جوقتا “المبرات ” و”المخلص” أناشيد وترانيم دينية من وحي عيد بشارة السيدة مريم. 

اأخبار ذات صلة