عقدت “جمعية المبرات الخيرية” مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم في مقر نقابة الصحافة، أطلقت خلاله خطة التطوير الاستراتيجية للعشرية الثانية بعد مرور اربع سنوات على غياب المؤسس المرجع السيد محمد حسين فضل الله.
بداية دقيقة صمت ثم النشيد الوطني، فكلمة نقيب الصحافة محمد البعلبكي الذي أشاد بمزايا المرجع الراحل، وبالمؤسسات التي بناها، متمنيا ان “تتلقى الدعم من كل انسان، أي انسان مهما كان مذهبه او دينه لما لها من دور في خدمة المجتمع، وفي سبيل الله تعالى”.
فضل الله
ثم تلا مدير عام الجمعية محمد باقر فضل الله خطة التطوير فقال انه وبعد أربع سنوات على رحيل مؤسس المبرات “وهو حاضر في محطات لا تحصى من الذاكرة، وإيقاع كلماته باقية تحفر في عقولنا وقلوبنا فنقبل عليها بعبق المعرفة والروح، أربع سنوات وأفكاره مشعة مضيئة ولامعة، مع بريق ابتساماته التي لا تغيب عن العين والقلب. السيد حاضر فينا، في رؤاه الواضحة، ونظراته الثاقبة، وحسه المرهف، وآرائه القيمة ونصائحه السديدة، ونقده الرشيد، ومبادراته الخلاقة، وتحفيزه المستحث، وتخطيطه المستنير. انه “حضور لا يمحوه غياب”، حضور العالم القائد والمفكر والفقيه والمرشد والداعية والرسالي والمرجع والإنسان الذي جسد كل القيم التي كان ينادي بها”.
واكد ان المبرات “سوف تبقى على عهدها للسيد تتمثل قوة عزيمته التي بنت عشرات المؤسسات المتميزة، وسوف تبقى تعيش روحه التي أعطت من روحها لتبني عقولا تفكر، وقد أراد لمؤسسات المبرات أن تكون نموذجا لحفظ كرامة الانسان وتعليمه وتثقيفه والأخذ بيده نحو المستقبل، فكان يرى في هذا المشروع الأمل والنموذج الذي نطل به على باقي المجتمعات في لبنان والعالم بكل قوة وثقة ومسؤولية”.
وعرض لعشرات “المؤسسات للمبرات، والتي تميزت على صعد متعددة من خلال المدارس الأكاديمية والمهنية التي بلغ عددها عشرين مدرسة ووصل عدد تلاميذها العام 2013 – 2014 إلى اثنين وعشرين ألف تلميذ، والمبرات، وهي دور للأيتام، بلغ عددها تسع وتحتضن أربعة آلاف يتيم ويتيمة، مؤسسات للاعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، تحتضن ستماية معوق، مستشفى وأربع مراكز صحية، مراكز ثقافية ورسالية فاق عددها الأربعين مركزا، مركز للتشخيص التربوي، نواد رياضية وكشفية، مؤسسات إنتاجية تسد بعضا من عجز في نفقات المؤسسات الرعائية والتعليمية والثقافية، دار الأمان لرعاية المسنين، جامعة في عداد مؤسسات التعليم العالي في لبنان، مؤسسة للخدمات الإجتماعية تعنى ببرامج للفقراء والأيتام”.
وعن أبرز الأعمال التي تحرص المبرات على إنجازها في المستقبل قال انها “مركز للاعاقات المتعددة الأكثر تطورا في مؤسسة الهادي، في ظل ندرة المراكز التي تهتم بهؤلاء وعوائلهم، توسعة مستشفى دار الأمان للمسنين في العباسية (الجنوب)، مبرة الحوراء زينب في بلدة رياق (البقاع)، مركز المصطفى الصحي الاجتماعي في بلدة قبريخا (الجنوب)، مركز السيدة زينب الصحي الاجتماعي ودار للمسنين في بلدة جويا (الجنوب)”.
اضاف: “كما عملت على تطوير البناء الهيكلي للمبرات، وعلى تحقيق إنجازات جديدة بعد الغياب منها الدمج التربوي، لذا هي اليوم تحتضن ما يزيد عن 1200 تلميذا مدمجا من ذوي الصعوبات التعلمية في مؤسساتها الاكاديمية والمهنية. وهذه التجربة تتبلور عاما بعد عام في هيكلية العمل التربوي ونظام الجودة في جميع مؤسساتها التعليمية والمهنية والإنسانية، عن طريق تعميم عمليات وآليات العمل في برامج الدمج التربوي وبوضع مؤشرات لقياس تحقق الجودة في هذه البرامج، كما يعمل الآن على كتابة وإصدار الآليات المتعلقة بالعمل الرعائي التربوي لذوي الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية، وفي التعليم الإدماجي في مدارسها، مع تشكيل الهيئة العليا لتطوير المناهج الذي تمثلت فيه المبرات، بحيث أتاح الفرصة للمتعلم في توظيف المعارف والمهارات التي يكتسبها في وضعيات جديدة مرتبطة بحياته اليومية، وتساهم في بناء التفكير الناقد ومهارات حل المشاكل عند المتعلمين وهي من غايات التعليم الأساسية للألفية الثالثة، اضافة الى الإرشاد التربوي والصحي في تقديم برامج موجهة إلى الأهل مثل برنامج التربية الوالدية، ومشروع محو الأمية، والأمية التكنولوجية، والبرامج الموجهة إلى التلاميذ، مثل برنامج المعلم الناصح والمعلم المرشد، وبرنامج تعديل السلوك والصحة الإنجابية وغيرها”.
وتابع: “أما على صعيد الإرشاد الصحي، فقد توسعت برامج الخدمات الصحية الأولية، وخدمات الصحة المدرسية ضمنا الصحة النفسية، والنشرات الصحية التي يتم من خلالها التواصل بين الأهل والمؤسسة التربوية، وفي الإرشاد والديني بعيدا عن الخرافيين والإنغلاقيين”.
ولفت الى “الكتب المدرسية حيث كانت المبرات من أوائل من بدأ في لبنان ببرنامج التربية التكاملية، وبرامج المغتربين لمساعدة الطلاب المغتربين العائدين إلى وطنهم من بلاد المهجر، وذلك بهدف دمج التلميذ المغترب في صفه ليتساوى مع رفاقه دون أي فوارق، وبرامج البيئة وأطلق عليه إسم برنامج “إحم بيئتك”، والرعاية المتكاملة لتنمية القدرات والمهارات لدى الأحداث (أطفال معرضون لخطر الإنحراف) وخدمات للشباب، بالتعاون مع جامعة القديس يوسف ووزارة الشؤون الإجتماعية، يعنى هذا المشروع باهتمامات خاصة بالشباب الذين يواجهون مشكلات وصعوبات تتعلق بالعنف، سوء المعاملة، الصحة النفسية، العلاقة مع الأهل والأصحاب، التغذية والصحة الإنجابية”.
اضاف: “ووضعت البرنامج التربوي لرفع المستوى الثقافي والروحي والاجتماعي والعلمي للأيتام وتنمية مواهبهم، اضافة الى دليل إدارة الأزمات، وايضا في توظيف تكنولوجيا المعلومات للتطوير المستمر بتفعيل استخدام تكنولوجيا التعليم وخاصة استخدام اللوح التفاعلي قي قاعات التدريس، وفي تطوير المرافق العامة وقد شمل هذا التطوير القاعات الرياضية، والملاعب الفسيحة، فضلا عن المختبرات وغرف الدراما، وغرف تنمية المهارات السيكوحركية، والغرف السمعية والبصرية، والمحترفات الفنية والمكتبات، والمسارح، وفي تطوير المشاركات في أنشطة خارجية متنوع، وقد حصد طلاب المبرات العديد من الجوائز مع الهيئة الوطنية للعلوم، ومعرض العلوم في الجامعة الأميركية، ومسابقة القصة القصيرة مع وزارة الثقافة، وبينالي فنون الأطفال مع وزارة التربية في دول عربية وأوروبية متعددة، ومسابقة جوزف زعرور للترجمة مع جامعة القديس يوسف، والبطولة الوطنية للروبوت، ومسابقة نحن والفرنكوفونية مع السفارة الفرنسية، والمسرح المدرسي مع وزارة الثقافة، وشهادة المدرسة الدولية ISA مع المركز الثقافي البريطاني، وغيرها الكثير من المسابقات التي كان آخرها إحراز مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية والصعوبات التعلمية المركز الأول في النهائيات الأوروبية في مسابقة تعليم الرياضيات عبر المسرح في قبرص”.
وتابع: “في سياق سياستها على ثقافة الانفتاح أرست الجمعية علاقة تفاعلية مع الدولة، وتعاونت مع المنظمات الدولية المانحة، ومع البعثات الدبلوماسية لبعض الدول العربية والأوروبية، وعلى التلاقي من خلال الحوار فعملت على إنجاز برامج دينية ومناهج تعليمية تعبر بطريقة واضحة عن هذه الرؤية، والقيام ببرامج التوأمة والشراكة في مؤسساتها التعليمية مع مدارس المقاصد ومدارس الشانفيل، إضافة الى التعاون مع البرامج التدريبية التي ينفذها برنامج “ألوان” في مؤسسة أديان، والذي يهدف إلى تعزيز القيم والممارسات، على ضوء مفهوم التربية على المواطنة الحاضنة للتنوع الديني. كذلك، تضمنت المناهج والبرامج الدينية رؤيتنا المرتبطة إلى “الآخر” من خلال إدراج فقه الإختلاف ومرتكزات الوحدة الإسلامية وقيم العلاقة مع الاخر المختلف، بعيدا عن ضبابية اللغة وغموض المفردات”.
اضاف: “وعملت على إحتضان الأجيال الشابة وتحصينهم “بالعلم والثقافة والمعرفة”، حتى لا يستدرجهم “الجاهلون والمتخلفون والخرافيون” إلى كهوفهم المظلمة، كما أطلقت برنامج التطوير الإداري والتقويم الذاتي، وقد شمل رزما تدريبية متعددة، ركزت على المهارات الإدارية العامة، وإدارة الموارد البشرية والإشراف على البرامج التعليمية، والإشراف على العملية التعليمية، ومهارات إدارة الموارد المالية، وإدارة المباني والمرافق والتجهيزات، ناهيك عن إدارة المعلومات المدرسية. ومع إتمام جميع وحدات برنامج التطوير الإداري، ولضمان الحيوية والتجدد الدائم للبرنامج، سعت المبرات إلى دراسة التقويم الذاتي لأثر البرنامج لقياس أثر البرنامج على جودة أداء المؤسسات بشكل عام”.
واشار الى ان الجمعية “عمدت إلى استشارة خبراء تربويين، وبناء عليه تقرر اتباع نموذج عملية الحصول على شهادة الإعتماد المؤسسي من خلال القيام بدراسة تقويمية ذاتي (self study) تشمل جميع مجالات عمل الجمعية، انطلاقا من أن هذه المنهجية تساعد على بناء قدرات العاملين في المبرات بحيث يصبح لديهم المعارف والممارسات المطلوبة والقدرة على إجراء دراسات مماثلة، كما تم تشكيل لجنة مركزية بإشراف استشاريين من الجامعة الأميركية. هذه الدراسة نفذت خلال سنوات ثلاث في عمل مضن تطلب مئات من ساعات العمل بدءا من وضع الإطار المرجعي للدراسة وتحديد معايير ومؤشرات القياس مرورا بجمع المعلومات على مراحل متعدددة وصولا إلى كتابة التقارير النهائية”.
وختم بالقول: “أوصى السيد العاملين في المبرات أن تكون مؤسسات الجمعية أمانة في أعناقهم، لذا امامنا مسؤولية نعمل على استمرارها على الأسس التالية: السهر على تطور المؤسسات لضمان نجاحها وتقدمها، وترسيخ روحية الصدق والأمانة وبذل الجهد والإلتزام والثقة بين المؤتمنين على هذه المؤسسات، والتأكيد على أن هذه المؤسسات لا تعمل بتوجهات فردية”، مشيرا الى “التحديات ومن ابرزها عدم استسلام الجمعية لما حققته من نجاحات، وفي الوفاء لروح السيد المؤسس محمد حسين فضل الله”.
مدير عام المبرّات في مجلس المديرين التعليمي: “إصرارنا المشترك على تخطي الأزمات سيعيد نبض الحياة إلى مدارسنا”
ألقى مدير عام جمعية المبرّات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله كلمة في مجلس المديرين التعليمي تطرق فيها إلى محاولات … Read More