دعا العلامة السيد علي فضل الله المرأة إلى:” أن لا تنتظر ليُعطى لها دور أو يسمح لها بالمشاركة والحضور والفاعلية ، بل عليها أن تفرضه، بحضورها، بكفاءتها، بتطوير قدراتها، باحترامها لعقلها، برساليتها، بأن تكون حاجةً للمجتمع وليس على هامشه.”
جاء ذلك في حفل الإفطار السنوي الذي دعت إليه الهيئة النسائية في مجمع الكوثر ومبرة السيدة خديجة الكبرى على طريق المطار، بحضور فعاليات نسائية اجتماعية، وتربوية وثقافية وإعلامية.
بداية الاحتفال، فيلم وثائقي عن الجمعية تحية للداعمين، ففقرة فنية قدّمها أطفال من المبرّات، أعقبها كلمة لرئيسة الهيئة النسائية فادية دياب جاء فيها:” البعض يتصور أن لا حاجة للمبرات بالمساعدة مع وجود مؤسسات إنتاجية، نشير إلى أن هذه المؤسسات تسد جزءاً من النفقات إضافة إلى عائدات ومساهمات وزارة الشؤون الاجتماعية والتبرعات وكفالات الأيتام. وإن المبرات تؤكد على علاقتها بكل أهل الخير الذين هم رصيد المبرات وخاصة أنهم يمثلون جميع فئات المجتمع وقطاعاته وهذه هي رسالة المبرات التي أرسى قواعدها المرجع المؤسس من الناس وإلى الناس.”
وأضافت:” أننا سوف نحرص على التفاعل الإنساني وعلى مجتمع الخير الذي لا يبخل في الدعم والمؤازرة، إن المبرات تعمل على وضع استراتيجيتها للسنوات القادمة وفق رؤيتها التي تعتمد على تطوير آلياتها ونهجها وأساليب عملها بما يحقق أهدافها التنموية ورسالتها في خدمة الإنسان والحياة.”
العلاّمة فضل الله
بعد ذلك ألقى رئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة العلاّمة السيد علي فضل الله كلمة جاء فيها:” تشهد مجتمعاتنا مسارعةً للمساواة بين الرجل والمرأة في العمل، مما يشكل ضغطاً على الاثنين معاً ليشتغلا ويتطورا، ويسعيا إلى أعلى المراتب، وهذا جيد، ولكن لا ينبغي أن يُنسيهما هذا الجانب التربوي والذي يبقى هو الأهم برأينا.”
وأضاف:” الواقع يتطلّب من الجميع أن يكونوا في حالة استنفار عائليّ واجتماعيّ ووطنيّ، يتحمّل كل قطاع دوره في هذا المجال، هناك دورٌ كبيرٌ لرجال الدين وخبراء التربية والاجتماع ولواضعي السياسات التربوية والاجتماعية ولأصحاب القرار، ولكن يبقى الدّور الأساس للمرأة، فهي المؤهّلة للقيام بهذا الدور، لما أودع الله فيها من الرحمة والمحبّة والنّفس الطّويل والصّبر، وهي من أبرز العناصر المؤثرة في نجاح العملية التربويّة.”
ولفت إلى أنه:” يُخشى أن المرأة لن تستطيع أن تقوم بهذا الدّور، إلا إذا عاشت في ظل أجواء نفسية إيجابية، هي لن تستطيع أن تقوم بهذا الدور وهي معنفةٌ أو مكسورةٌ أو ذليلةٌ،” وقال:” إن من يسيء الى المرأة هو يمتهن كرامتها كإنسان وهو ينتقص من دورها وفوق هذا كله يهدد مستقبل جيل هي أساس بنيانه، هي جريمةٌ مزدوجة من أكبر الجرائم، ويجب مقاربتها على هذا الأساس.”
وتابع:” لا يمكننا إلا أن ننوه ونشيد بنماذج كثيرة من النساء اللواتي يكافحن ويصمدن ويثبتن ويتجاوزن المعاناة والظلم، فيبدعن ويكملن مشوارهن في العلم والعمل وينشئن أجيالا صالحة وغير معقدة.”
وأكد أنه:” من موقع مسؤوليتنا فإننا سعينا وسنظل نسعى، وسنقف مع المرأة من أجل تحقيق حقوقها المشروعة، على المستوى الفقهيّ أو على المستوى القانونيّ أو السياسيّ، لذلك وقفنا وسنقف مع حقّها في إعطاء الجنسية لأولادها، وعدم الإساءة إلى أمومتها وحفظ حقها في الحضانة، ولن نألو جهداً للمساهمة في تأمين ما يكفل حمايتها، ويحفظ كرامتها، ويعزز إنسانيتها.”
وختم “المرأة القادرة لا يجب أن تنتظر ليُعطى لها دور أو يسمح لها بالمشاركة والحضور والفاعلية ، بل عليها أن تفرضه، بحضورها، بكفاءتها، بتطوير قدراتها، باحترامها لعقلها، برساليتها، بأن تكون حاجةً للمجتمع وليس على هامشه.”